النفط وترابه

سنة النشر : 26/03/2000 الصحيفة : عكاظ

 
النفط.. وترابه كلنا يعلم أن النقط سلعة نازفة ، وناضبة ، وغير معوضة مثلها مثل كل ما يخزنه بطن الأرض من مليارات السنين.. وهو سلعة تجارية يسير بتلك الممرات والدورات والانعطافات الاقتصادية ، وهذا ايضا ليس بخاف. اما مسالة الحمى الفيضية في الانتاج فانها ستضرب أولاً أصحابها.. واكثرهم من مالكي الاحتياط القليل.. وجريهم لمسابقة الاسواق والتسرب من خلال نصوص الاتفاقيات سيعرضهم- لا محالة- الأزمة ابدية.
 
النفط الرخيص.. انتهى! وحاجة العالم له عصر ستزداد.. بل ان هذه الزيادة ستأخذ شكلاً تصاعدياً دراماتيكياً، ورغم كل المحاولات في الطاقة البديلة التي خرج بعضها من مسادر الاحلام فلن ينهض في الواقع القريب على الاقل. وان كان أكثرها عملية ونفعا هو الغاز الطبيعي في حالة تسبيله ، وهذا في حاضرنا امر غير اقتصادي ، فتقنية ابحاثه لا تزال في سعيها الحثيث. وكلفة نقله. الانابيب باهظة، نقلة كثافته عبر مقارنة بالبترول الخام. وتدل الدراسات المحايدة العلمية، بل هي دراسات محذرة من العالم الصناعي.. بأنه في العام ٢٠١٠ سيكون العالم بحاجة الى أكثر من عشرة مليارات برميل فوق ما تستطيع انتاجه كل الصناعة النفطية في العالم!! طبعاً نفهم، ونخاف ان زيادة هائلة كهذه، ستقود الى شلع سعري ، وربما تفاقمت إلى انكماشات اقتصادية... ربما أكثر.. الى حروب! ان التخطيط الذكي ومتابعة انسياق الظروف يجعل توازن السوق سائداً وهذا الذي يعطي المملكة دوراً عالمياً حيوياً ومسئولاً وهذا مهم سيعترف به المتربصون قبل المنصفين.. لا بد ان الحفاظ على خزينتنا الاحتياطية النفطية أمر يأخذ المكانة الاستراتيجية الأولى. وان السعي لا بد ان يستمر في الكشف عن مكامن جديدة.. والاعداد الضخم المدروس لمشاريع الانتاج والتكرير.. لا الحد منها ، هل تعلم أن الشركة الفرنسية ELF طارت اسهمها شاهقاً بعد اكتشافها لمواضع نفطية عملاقة في سواحل غرب افريقيا ثم هل سمعت بالتراب النفطي ؟ ان كندا تقول ان لديها مخزوناً من النفط في ترابها النقطي يفوق المخزون المؤكد للمملكة.. (!)