عزاءٌ .. ورجاء

سنة النشر : 06/08/1999 الصحيفة : عكاظ

 
إن الذي صار في مدينة القطيف يوم وقع سقف خيمة تحتفل تحته مئات من النساء والاطفال والسقف أتون نار ملتهب لن ننساه ما حيينا.. ولن تنساه المنطقة برمتها.. لقد كان الحزن طاغياً مؤلماً ملتهباً كالنار ذاتها.. إننا ترفع رجاءنا الى الله تعالى أن يمدنا بطاقة الصبر والايمان ويسند بالإيمان والاحتساب وحسن المآب الأهالي وعوائل الضحايا.. قلت لاننسي.. ويجب الا ننسى.. إنما نوظف احزاننا ووقع الحادثة لكي نكرس انفسنا جميعا لتفادي الكوارث وعلى رأسها تلك التي تمس الناس.. وأن نشد على ذلك حتى لو استاء الناس انفسهم لذا فالمسألة التزام وتعاون جماعي.. ليست مجرد مسالة إنها مسئولية كبرى للناس ، وللمؤسسات و للاجهزة الحكومية.. إنه عهد غير مكتوب بيننا كلنا.. عهد الا نسمح باذن الله أن تذكرر الفاجعة!
 
دوما تقول الجهات الحكومية.. ونحن إما نمطر هذه الجهات مديحاً ( وغالباً في الصحف والمجلات) وإما نقرعهم لوماً ونقداً ( وغالباً في الحوار والجلسات).. على أن من الطبيعي أن يحصل لأي جهة رسمية مديح ونقد.. ولعلي أزعم أن النقد اكثر طبيعية.. وامضي في زعمي في أن النقد البناء المقدر والموجه هو الذي يجب أن يوجه المسئولون اليه وسائلهم اللاقطة وأن لا يكتفي باستقبالها بصدر رحب فقط ، وكان رحابة الصدر ، هي الصفة التي نتأملها منهم.. إنهم لا بد ماضون في غربلة هذه الانتقادات ( أفضل نقداً لا انتقاداً) من جانب مهم وهو تحسين الأداء.. هل لي أن اتمادى قائلاً أن الاخذ بوجهة نظر المجتمع المفتوح انجع ، واقصر وقتاً واوفر مالاً ، وأكبر اثراً من رأى الخبراء وأصحاب المعرفة والتخطيط. يكفي أن الخدمة مكرسة ومؤسسة لأجلهم. إنهم المؤشر الواقعي او انهم أكثر المؤشرات واقعية..
 
و عتبي علينا.. كبير.. وهو كبير جداً.. أومن احياناً بأننا ولدنا فاقدي الاحساس بالتحسب والتحوط وسبل الوقاية.. وكأنه عيب خلقي في جيناتنا. إن لم نؤمن بحماية انفسنا.. فلا نفع في رفع عقيرتنا في وجه من يحاول حمايتنا.. كيف لي أن الوم جهاز الشرطة وأنا اتهاون في شد حرام الأمان. كان يجب أن يكون لدينا في ظل هذا التقدم وتحت نور هذه العلوم التي درسناها ، ومن خلال ما نراه في ذواتنا من الوعي العام نظام دقيق وصارم يمنع إقامة حفل تتوافر فيه وبمثالية متناهية » كل وسائل الانفجار خيمة ازدحام من منفذ ضيق الخروج نار للطبول وللتحمية واعداد الشاي والقهوة. وحجر متقد.. إن لم نقم هذا النظام اليوم قبل الغد.. وإن لم نع من فاجعة تهز الارواح قبل القلوب.. فلا كان هذا التقدم ولا كان هذا النور ولا كان هذا الوعي.
 
وأول تساؤل بديهي نسأل باستغراب مؤلم هل خلت منطقة القطيف وتوابعها من صالات آمنة لإقامة الحفلات شرح لي من شرح اسباباً تجعل إقامة الصالات من المشاريع الخاملة الجدوى ؟.. يا أخي انا رجل اعمال- أو دعني ادعي ذلك ومشروع بلا ربح.. لا داعي له والله يسهل... إن كانت الاسباب والدوافع كما قيلت لي صحيحة... فلينس أعيان القطيف كلمة مشروع وتراني استخدمت صفة الأعيان وهم حكماء البلد ، وعقوله.
 
وضمائره ورجال اعماله) وليكون هناك... أجل الله ثم من أجل الحياة الغالية لاحبابنا وللناس عموماً هدف يكون اول الأوليات وهو ایجاد مقار آمنة لهذه الحفلات والتي تأتي تباعا و بازدحام في أوقات محددة من كل عام في منطقة القطيف.. وأن يتم تنسيق عال مع الجهات الرسمية وتبادلات مفتوحة لتسهيل خروج الهدف للضوء.. لن يتوانى احد ايا كان من ذا يرخص في حياه الآخرين سيكون العزاء طويلا.. والألم لاذعاً مرا.. وليكن ايضاً هذا طاقة دافعة للجميع بأخذ عهد بأن لا نسمح بأمر الله ولا حتى ببوادر واسباب حادثة مثل هذه. وخلق الله لنا عقولاً قادرة على التفكير و جعل لنا ضمائر تعين على التبصر.
 
فلتفخر ولنتبصر!