"صفة محيرة!"
سنة النشر : 26/08/1999
الصحيفة : عكاظ
في قراءاتي نسير المخترعين الكبار وأقصد الكبار فعلاً ، شواهد هذا القرن.. والذين أدت اختراعاتهم إلى وضع الحضارة الإنسانية في مسارات جديدة وجدت أن بينهم صفة مشتركة حرت في تسميتها.. وحتى في تصنيفها سلباً أو إيجاباً.
وقد تنسحب هذه الصفة على جانب من التواضع الذي عرف عن العلماء المميزين.. وعلى جانب التقليل من شأن إنجازاتهم مهما كانت... ومصدر الحيرة ، أثر هذا التصرف. هل هو من جانب العظمة المغلفة بالتواضع.. أم هو الحقيقة لا مراء فيها... لا أدري.. ولكن الذي أعلمه حقا ويعلمه غيري أن هؤلاء الشموس المشرقة في سماوات الإبداع لم يتخلوا ولا حتى في لحظة صغيرة عن سباقهم الحريص نحو الدقية والاقتياز ، ومتابعة لا تعرف الهدوء في البحث والاكتشاف ونستطيع هنا أن نورد الأمثلة تباعا وستري حيرتي.. أو مصدر هذه الحيرة بازغا.. وإن لم تشاركني هذه الحيرة قليت انك ترشدني لصفة أضعها على هذا النوع من التصرف. لقد قال مخترع عظيم مرة: أن الفونوغراف لا يحمل أي قيمة تجارية ، وأن هذا المذياع لن يكتب له البقاء هذا المخترع الذي لم يحرص حتى على التفاؤل نحو مخترعاته هو توماس أديسون وقد نفهم دوافع رجال أصحاب تأثير في الرأي العام في التقليل من شان بعض المخترعات، ونلمس ذلك واضحا في هذا القول ل داريل زانوك: إن جهاز الفيديو لن يرى النور إلا لستة أشهر ثم يموت.. إن الناس سیمون سريعا من النظر إلى قطعة خشبية كل ليلة السعيد زانوك كان على رأس شركة (فوكس للقرن العشرين) السينمائية.. الفيديو كان أكبر تهديد لصناعته مفهوم وعند اختراع التلفون صرح رئيس الولايات المتحدة هايز إنه فعلا اختراع مدهش ولكن من سيحتاج إلى استعماله؟!!
الأطرف أن رئيس هيئة تسجيل الاختراعات صرح قبل قرن ( ۱۸۹۹) قائلا: إن كل ما يستطاع اختراعه.. قد اخترع فعلا.. ولم يتبق شيء!! يا لهذا العبقري!