في مسألة العلماء والإيمان (2-2)

سنة النشر : 03/11/1999 الصحيفة : عكاظ

 
... وفي مسالة أن الأكثر بقينا هم الأكثر علما شواهدد واضحة في علمائنا العرب والمسلمين بشكل عام.. مصطفی محسود دن أكثر الأذهان إنقادا في مفكرينا..العرب. وأصرت الذهنية المتقدة ( كدابها دوما) على الرفض والتشكيك.. ولي تفسير شخصي أميل إليه في تبرير رفض الأذهان الثائرة على الحقائق السائدة. وهو الثقة الذهنية الغائرة التي ترى مساسا في قدراتها القبول الأولي والعام كالآخرين، فتبدأ مرحلة الخيش والرفض العقلي وبتجادلات ذكسية تفتقد النضج المعرفي والإدراك البعيد المبني على الخبرة العالمية.. هذا ما حدث تساما لمصطفى محمود. عقلية ذهنية شابة فارغة من الخبرة العلمية والحياتية رفضت الإيمان السائد.. بعد أن امتلات هذه العقلية الوثابة بالعلم والحياة... طغى إيمانه على وجدانه عقلا وعاطفة وبحثا علميا ولا أرى إلا إنسانا بتسميته لبرنامجه ، بالعلم والحياة ، أما تجربتي الشخصية ، فلنا شركة أمريكية شريكة. يتابع أعمالها ذات التقنية العالية المتخصصة نابغ باكستاني اسمه سليم... وسليم بحكم كل من قابلود صاحب ذكاء طبيعي فائق ويعتبر من الخبراء العالميين مجاله.. وهو برأيي جوهرة هذه الشركة الامريكية مرة في ينبع، افتقدنا يوما سليم في اجتماعاتنا العادية المسائية... وقيل ولعه بالتلفزيون. استأذنت مرة في الدخول عليه إشباعا الفضولي لمعرفة برنامجه الذي يجعله كل مساء مجددا أمام التلفزيون. أما ما رأيته فقد سمح لتيار أن يجري من رأسي إلى قاع القدمين.. سليم مسمر بانعتاق مادي وراحة روحانية أمام منظر الجموع التي تحطوف حول الكعبة.. نظر إلي يغالب دمعه معلقاً برقمه البطىء العميق ، هذا يا أخي أجمل مشهد تلفزيوني رأيته في حياتي.
 
في آخر صباح المغادرة الجميع بحثنا عن سليم.. أخبرنا موظف الاستقبال.. سليم لقد غادر فجراً إلى مكة..