التنويم المغناطيسي كعلاج؟!

سنة النشر : 01/11/1999 الصحيفة : عكاظ

 
لطالما شغلني منذ أيامي الباكرة التنويم المغناطيسي ، والقصص التي وحوله ، ومع الأيام قرأت الكثير وفي مقالات ومشاهدات متناثرة عن هذه الظاهرة التي تتارج بين العلم وبين الادعاء والخرافة.. بين وبين خيالات الضلال واراجيف التضليل والتهويل ، وكنت أحب لنفسي ان اكتب عن هذا الموضوع وانا بين ولكنها تلك الحواف كتبي وم والملحة التي تحتل عقولنا وترسم لنا دائرة موضوع بذاته وفي وقت محدد بدائرة لام منها الا بجلاء العقل من الشأن الذي انني ارى أن التنويم المغن وانجذاب العقل لأمر مسيطر خارجي ومن غير الارادة الفيزيائية الظاهرة لهي معجزة عقلية. بحد ذاتها. فالتنويم المغناطيسي هو هيمنة القوى العقلية على المادة وثبت في حالات مسجلة عديدة حله المشاكل عديدة. نتها التلعثم في النطق ، وقضم الأظافر وغيرها من مظاهر التردد والتخاذل في الشخصية.
 
كما أكدت تجارب أخرى على مقدرة التنويم المغناطيسي علي شحذ النباهة الذهنية وأن كنت دقيقا فإن التنويم المغناطيسي هي ترجمة للكلمة الانجليزية hYPNOSIS والماخوذة من الكلمة الاغريقية hYPNOS وتعنى عندهم آلهة النوم. وسيكون. التركيز هنا على استخدامات التنويم المغناطيسي كاحدى الوسائل العلاجية- hYPNO ThER APY وكما قلت آنها فإن هذا الشكل من العلاج.
 
 الحيطه الكثير الخرافة والغموض ومسألة نشوئه وتطوره يغطيها ضباب تاريخي والذي تسجله الكتب كما اذكر بدأت بتجارب رجل نمساوي يدعى أواسط القرن الثامن عشر محاولا راض أثر العقل على الجسد وسمى هذه المحاولة لأمر أجهله بالمغناطيسية الحيوانية، ثم أنه حقق بعض الانجازات المدهشة عرفت باسمه مسميرزم.. ولقد كانت تجاربه محددة وعلمية وهادفه إلى أن انت غيرة زملائه من القضاء على اربه ورميه خارج فيينا ، وانتهى علمنا به.. ثم شاع استخدام هذه الظاهرة من السحرة والاستعراضيين والمشعوذين.. فارتبط التنويم المغناطيسي منذ تلك الأزمان بذهنية العامة بالخرافة والتضليل وسوء السمعة.. حتى أشرقت أواخر الثلاثينيات من هذا القرن عندما بدأ الباحثون في الدرس في هذه الظاهرة والسطوة العقلية والغوص في القدرات الذهنية البالغة العمق التي اذهلت الأنسان امام عقله.. ومعجزة خلقه.. وبدأ التفكير في تطبيق التنويم المغناطيسي كأحد البدائل الطبية العلاجية.. وصارت حالة الغشوة تستخدم بانتشار كفن طبي اليوم. والآلية المعروفة کاستدلال اساسي للتنويم المغناطيسي في حالة الغشوة أو حالة الانتشاء العقلي، هو تحقيق حالة وسطية بين النوم واليقظة، لتنتج عن هذه الحالة درجة فائقة من النوعي، وذلك بتخفيض الملكة العقلية الناقدة مما يسهل قبول الأوامر القادمة من المنوم المغناطيسي وبدون مقاومة ، وعندما تحرر.
 
القدرة الذهنية البارعة فإنها تستطيع السيطرة حتى. على نشاطات الجسم التي لا يسيطر عليها عادة.. لذا يستخدم التنويم المغناطيسي كعلاج مثالي للالم والاضطرابات السلوكية. وتجري الآن تطبيقات حديثة للتنويم المغناطيسي وكانت النتائج مشجعة جدا وكلها مجالات طبية مسجلة وبمعاهد طيبة معروفة.. ففي كامبردج ببريطانيا مثلا تم اجراء عمليات قيصرية وتجارب أخرى في مراكز متعددة عبر العالم.
 
ومن ضمن العلاجات المعروفة للتنويم المغناطيسي مظاهر الضعف التي تشمل بعض الأنماط والشخصيات البشرية أمام مواقف معينة مثل أولئك الذين يرهبون الوقفات الخطابية أمام الجمهور ، تعزيز الشخصية في المواقف والاجتماعات العامة تطوير الصفاء الذهني والقدرة الذكائية ، والحضور العقلي في الامتحانات.. بل أن الأطباء استخدموا التنويم المغناطيسي لعلاج أمراض الحساسية مثل الازما والاكزيما.. والصداع النصفي. ومن الحقائق المثبتة أنه ليس كل شخص قادر على تنويم أي شخص مغناطيسيا ، ولا يمكن تنويم شخص رغم ارادته ويحتاج التعلم على التنمويم المغناطيسي قدرات شخصية علمية ومتطورة. إن العاملين في حقل التنويم المغناطيسي ليأملون بان ياتي اليوم الذي يأخذ فيه محلاً صحيحاً ومقبولاً كأحد الوسائل العلاجية المعترف بها..
 
وندعو لهم بالتوفيق.. إن كانوا بزعمهم صادقين