ويجتهد الأطباء (2)
سنة النشر : 23/05/1995
الصحيفة : عكاظ
لقد عرفنا في الحلقة الماضية الراديكالات الحرة FREE RAD- ICALS ومضادات التأكسد ALTIOXIDA NTS في دراسة الدكتور ويلكس WILLIX والتي يؤكد أنها أهم الأحداث الطبية التي اكتشفت للخمسة عقود الماضية.. أن السراديكالات الحرة هي القوى الغاشمة المدمرة لخلايا جسدك أو هي التي تحور اشكال هذه الخلايا من مظاهرها الصحيحة الى اشكال مضربة متغيرة التكوين... اما مضادات التأكسد فهي فرسان الانقاذ وفيالق الدفاع والتي تحافظ على الخلايا لكي تكون في أبهى صورة.. والواقع أن السراديكالات الحسرة تنهمر على جسدك بدون ان يكون لك أي قدرة على التحكم حيالها بينما على النقيض من ذلك تماما فيما يخص مضادات التأكسيد التي من الممكن ان تتصرف بها تماماً وذلك بالحصص اليومية الكافية من الفيتامينات والمعادن والتي من الممكن فعلاً تعطيل الأمراض بواسطتها والتي من العادة ان تصاحب رحلتك الزمنية للسنوات المتقدمة.
ان الراديكالات الحرة عبارة عن جزيء اكسجين ناتج عن عمليات التبادلات الحيوية ، كل جزيء بالكترون ، احادي ، هذا الجزء من الجزيء هو المشحون كهربائياً ويتطلع بجنون الى رفيق ليكتمل ويقر ومن أجل تحقيق هذا الهدف النهائي يمضي هذا الاهوج في مهمة تدميرية تخريبية مستوليا على الالكترونيات من الجزيئات الهانئة الأخرى التي ينتقل اليها بعد ذلك ذات السعران والشرة لتمضي برحلة هدم هي الاخرى بادثة سلسلة تدمير لا يهدأ لها ارار ، ومع الزمن تتراكم هذه الراديكالات الحرة لتهاجم الخلايا. لتكون كما يعتقد بأنها السبب المتجذر اكل الامراض المزمنة وبوادر الشيخوخة. فالراديكالات الحرة تستطيع وبصفة. دائمة تغيير نظام الـ DNA ( وهو الخارطة أو البرنامج المصمم مسبقا الجيناتنا..) وتسبب خلايا مثيلة قد تقود الى السرطان.. انها تملك المقدرة على تعديل شحوم الدم لتكون ذات قابلية على الالتصاق على جدران الشرايين.. وهي التي تخط الحدود للدخول الى ازقة الكهولة ورايات العمر المنكسة لانها تعمل تدريجياً على تجريف الكيلوجين-COL LAGEN الذي يصون مرونة الجلد ويظهر القه ولمعانه وشبابه. ثم أن الدراسة تستدرك بان هذا يمكن إلى حد كبير ايقافه ، بل حتى التحكم في كيفية دفع حياتك الى عمر أكثر طولاً.. وتصر أن هذا الرأي لا تنقصه الواقعية وذلك ما اثبتته دراسات كبريان المعاهد الطبية بالفوائد الكبرى لمضادات التأكسد المغذية المنعشة لخلايانا وبالتحديد فيتامينات ACE والبيتاكاروتين... فدراسة جامعة هارفارد تبين ان تناول فيتامين E لاكثر من سنتين من المتوقع ان تقلل مخاطر السكتة القلبية الى معدلات النصف. اما دراسة معهد السرطان الوطني NCI فقد بينت أن فئة الناس التي تعودت على تناول فيتامين E قللوا مخاطر الاصابة بسرطان الفم والحنجرة الى النصف مقارنة بأولئك الذين لا يتناولون هذا الفيتامين. كما ان بحوث جامعة تو فتس ان اعطاء مجموعة من الناس المسنين. يتمتعون بصحة جيدة ثمانمائة وحدة دولية ( 1.5) من فيتامين E يومياً لمدة ثلاثين يوماً كانت كافية لرفع اداء اجهزتهم المناعية بشكل ملحوظ. TUFTUSUNIV توصلت الى لذا تفترح الدراسة برنامجاً غذائياً من ثلاث خطوات لمقاومة الغزوات الكاسحة للراديكالات الحرة ، فالفيتامينات والمعادن هي الخط الأول للتحصين والدفاع والخطوة الثانية الهامة هي التحول الى نظام غذائي غني في مضادات التأكسد... ثم ان اللجوء الى تناول الاعشاب التي تحتوى على مضادات الاكسدة الغنية التأثير الركن الثالث لاتمام هذا النظام الغذائي المعد للتصدي للراديكالات الحرة. ثم ان هناك نصائح لتناول الاطعمة الغنية بمضادات التأكسد والتي ترفع من قوة النظام الدفاعي ( المناعة) في اجسامنا وهي: ١- حاول ان تبني دفاعاتك الطبيعية بتناول وجبات متوازنة والتمارين الرياضية المنظمة ، وتناول الفيتامينات والمعادن ، ۲- تجنب الطعام المبني على اغذية استعملت فيها المضادات الحيوية وعليك ما أمكن اللجوء الى تناول الفاكهة المرباة عضوياً وكذلك الخضار ودجاج المزارع والفلاحين ( البلدي) وكذلك بالنسبة للحم الأحمر قابمث عن أولئك المحليين الذين لايدخلون المضادات الحيوية في اعلاف بهائمهم.
... الصحة اولا واخيراً هبة الخالق الكبرى وجوهرته ونحن مؤتمنون عليها ولنا أن نقرأ ونطلع ولكن لا نقدم بدون مشورة أطبائنا.. حكمائنا..