ويجتهد الأطباء (1)
سنة النشر : 16/05/1995
الصحيفة : عكاظ
كنا قد اتفقنا أو لنقل كنت قد عرضت عليكم فيما مضى بأن نخصص عمودا كل شهر لمسح المهم من المواضيع المنشورة في كتب أو دوريات أو مجلات عالمية والتي من الممكن أن تكون ذات اهمية لنا كأفراد... واخترت هذه المرة أن نطلع معا على مايزعم بأن أحدث الدراسات الطبية وصلت اليه واود ان انبه- لاهمية هذه المواضيع على صحتنا العامة- بأن ناقلها اليكم ليس طبيبا ولا متخصصا في أي من ميادين الصحة.. وكل ما أفعله أن أنقل بامانة من دوريات طبية مثل الملحق الخاص لنشرة FORLIFE hEALTh والتي يشرف عليها الدكتور روبرت وبلكس وهي نشرة أمريكية تصدر من بالتيمور ومن الانسام الطبية في مجلات معروفة مثل النيوزويك والتايم والاخبار الطبية كما يبدو تحمل فالا طيبا وبالذات فى مجلات التقدم السريع بتطبيقات الهندسة الوراثية ، وزرع الاعضاء وامراض السكري ، وعلم المناعة وفي هذا الموضوع على وجه الخصوص يحمل إثارة كبيرة لدرجة أن نشرة الدكتور ويلكس WILLIX اعتبرته اهم اكتشاف طبي في الاعوام الخمسين الاخيرة واتركه في نهاية هذا البحث.
والجدير في زرع الاعضاء موضوعات اوردتها مجلة التايم الأمريكية أولها التقدم الذي حدث في نقل قلب خنزير إلى جسم قرد يعتبر تشريحا قريبا الى التشريح الانساني وحقق نجاحات اكلينيكية جعلت الهيئة الطبية القائمة عليه تعتقد أنه ربما تطيق انسانيا بعد سنتين من هذه التجارب.. هذا لو تم فسيكون فتحا طبيا خارقا في زراعة الاعضاء يفوق بداياتها ذاتها ولك ان تعلم بأن المنتظرين بصبر مؤلم الى زرع الكلى فى الولايات المتحدة أكثر من عشرين الفا بينما لايتجاوز عدد المتبرعين بأعضائهم خمسة آلاف كل عام. أما الموضوع الثاني وهو خبر سيحدث ضجة في عالمي الصناعة الطبية والقانون العلبي وهي الاخبار التي طارت عن البروفسور الأمريكي الارمني الاصل الدكتور ناجر انيان والذي كان يعد مفخرة زراعة الكلى والقلب ليس في الولايات المتحدة فحسب بل في العالم قاطبة.. ثلاثون عاما وهو منارة دائمة الاشعاع ومن اعظم ماقدمه لزراعة الكلى عقار الـ ALG والمستخدم الآن بنجاح في معظم مراكز زراعة الكلى في العالم.. هذا الرجل الآن وسط ( ماساة شكسبيرية) بعد عالم راه وردي عاشه لعقود وسيقدم- للأسف الشديد- للمحاكمة قريبا لأن بيروقراطيي وكالة الغذاء والدواء الأمريكية FDA اكتشفوا بعد بيات عميق واعذروا. تحاملي ولدي قناعة تامة أنهم أن يتقدموا بحملة قضائية ضدي- ان الدكتور تاجرانیان تحايل على الوكالة الاخذ موافقة استخدام الـ ALG وسيعمدون بالطبع التي منعه حاليا من حسن الحظ ان هناك دواءين بديلين كما انهم أيضا ببعض المخالفات المالية والضريببة الذين يعرفون هذا الطبيب العبقرى سيدركون أنه احيانا تضيع الاعتبارات للبشر الفائقين في أوطانهم حتى في الولايات المتحدة.. جنة العلماء اما البشري الجديدة لمرضى السكري النوع ٢ ( TYPE2) هي تخلصهم من الطرق السابقة المزعجة ومن الحبوب الحالية التي تتحكم في مستوى السكر في دمائهم ولكنها تعرضهم الزيادة الخطر في الاصابة بالعمى وامراض القلب.. وذلك بحصولهم اخيرا على حبوب تؤخذ طلبها عن طريق الفم وهي الوحيدة التي نجحت في تحقيق الموافقة منذ العشرين سنة الماضية.. وهذه الحبوب الجديدة لاتسبب المضاعفات السيئة- او تقلل منها بشكل كبير- والتي كانت تحدث في الحبوب القديمة ( الحالية) ، بل أن الأبحاث تفيد بأنها تقلل من الاصابة بأمراض القلب- اي الحبوب الجديدة- لانها وجدت أنها من تراكم الكوليسترول ChO LESTEROL والتراجليسترايدات TRI GLYCERIDES من المهم الاشارة ان هذا الدواء لايفيد الا المرضى المصابين بالنوع الثاني من مرض السكر لأن المرضى المصابين بالنوع الاول لا تصنع اجسامهم الانسولين مطلقا ولابد ان يتعاطوه عن طريق الحقن. انما من حسن الطالع أن معظم مرضى السكر بمعدل يقارب الـ% ٩٥ ٪) هم من مرضى النوع الثاني ولنتحدث في الساحة الثالثة عما يراه الدكتور ربورت ويلكس بأنه أهم اكتشاف طبي فى السنوات الخمسين الأخيرة. تتحدث النشرة عن مصطلحين طبيين جديدين سيدخلان الحصيلة اللغوية الطبية لكل فرد منا... وهما ما حاولت أن اترجمه باجتهادي بـ الراديكالات الحرة FREE RADICALS والاخرى بمضادات عوامل التأكسد-ANTI OXIDANTS رهما عاملان يجتاحان جسدك كل دقيقة وهما في النهاية اللذان يساعدان على الحياة او يسلبانها.. طبعا احدهما يعمل نقيض الاخر فاعتبر أن الراديكالات الحرة هي الجيش الغازي وتعمل حثيثا وبشراهة كبيرة لتدمير الخلايا الصحيحة او تحويرها إلى خلايا غير صحية.. والآن ضع في اعتبارك أن مضادات عوامل التأكسد هي جيش الخلاص أو فيالق الانقاذ. وهي تعمل على تغذية الخلايا وتقويتها لتكون دوما على أهبة الاستعداد للغزاة المفترسين ولكن ماهي الراديكالات الحرة التي يعزى اليها معظم تدهور اعمال الجسم فهي المسببة لظهور التجاعيد وعلامات الشيخوخة والأمراض المزمنة ، والشيخوخة والادهى الامراض الروماتزمية والسرطان.. والوغد هنا- المناقضة... الاكسجين الذي يصبح عظيم الضرر عندما يتألف إلى ما يسمى بالراديكالات الحرة لتصبح شيئا كجزيئات عظيم الشرة كاسماك القرش الضارية.. وهي تفترس بجوع مقيم حيث تهاجم بجزء من المليون من الثانية جيرانها..
وهي ليست شيئا حيا كالفيروسات او البكتيريا أنها أصغر من ذلك فهي فرديات (أي كوحدات الطوب التي تبني منها الفيروسات والبكتيريا والخلايا)...
هذا الموضوع لم ينته ولاهميته سأكمله في الحلقة القادمة للتحدث عن جوانبه الأخرى ونحدد كيف نتجنب المدمرات ونستفيد من قوى البناء.. ولكن عليك -واشدد على ذلك- القراءة فقط للاطلاع واستشر دوما الأطباء وذوي التخصص واصحاب العلم.