هل المرأة .. إنسان؟!

سنة النشر : 09/04/2000 الصحيفة : عكاظ

 
.. وكان هذا الحديث لا ينتهي.. وكان الناس أجمعين يحبون أن يفتحوا لنا أمورا ومواضيع يظنون أنها تنال من ديننا من عظمته من توحده ومن عدله.. وهم لا يهزون بضميرنا الراسخ شعرة... لذا تجــد معظمنا -أحادًا- لا يستسيغ مناقشة مواضيع مثل هذه مع أي متربص.. أو ساخر.. أو من أولئك العوام الذين هم دوما وراء المرام القريب. هذا الحرام المتلفع عادة بالسخرية والتشفي. و دوما تحمد الله.. إلا أن ذلك الحمد كان قريبا ومتتابعا.. عندما كنت اتناول موضوع رأي في المرأة واكثرت من القراءة في المصادر والتراث والتشريع فيما يتناول هذه الخصوصية بالذات. لقد جمعتني مناسبة التقاء مع مفكر لاهوتي من الكاثوليك.. ولا أنكر سعة معارفة ورحابة ضميره ومرونته الهائلة على تقبل الآراء وانفتاحه المرن على المعتقدات.. ثم انه دار حديث حول الإسلام وانصف الدين الإسلامي وتكلم خيرا عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن رجالات الإسلام.. ثم استدرك، لولا أن الإسلام همش المرأة ، وقلل من احترامها البشري وأباد ( هكذا قالا) استقلالها المادي وجعلها نصف الرجل في ميراث والدها.
 
ودائما تخاف الخوض في مسائل الدين عندما تظن في نفسك قصورا في مداركه. لذلك جاء ذلك الحمد متتابعا حارًا. فتعرضت للتصدي.. وقلت أما إن الإسلام همش المرأة فهذه التهمة ليست ظالمة فقط ولكن تحمل كل دلائل سقوطها وعلينا أن نعود للمقارنة التاريخية.. قبل خمسة عشر قرنا كانت المرأة في أوروبا وكل العالم دابة خدمة ووضع وارجع حتى عند فلاسفة الاغريق الكبار..) وجاء الإسلام وقال تعالى: ( إني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض بل وقدمها على الذكر في بعض الأحيان وقال تعالى ويهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور... وبتحريمه للواد. وسوء البشري بالمولود الأنثى وضع اللبنة الأولى في تاريخ البشر في بناء كرامة المرأة.
 
وفي مسألة الاحترام والتقدير أحيلك إلى النبي صلى الله علية وسلم ومعاملته لنسائه، في أزهى عصور ( الجنتلمان) الغربي.. لم يفعل أحد مثل الرسول صلى الله عليه وسلم كانت إذا أرادت أحدهن
 
(أي من نسائه) ركوب الراحلة ، بسط لها ركبتة الكريمة.. ولن أزيد... اتقول المساواة ؟! أتذكر في تاريخكم الأوروبي القديم مجمع ماكون ؟ لقد التام الجميع للإجابة عن هذا السؤال هل المرأة إنسان ؟!!... ثم تقرر فعلا بعد المداولات بان المرأة فعلا إنسان.. ولكن خلقت لخدمة الرجل وانظر إلى الأحاديث الشريفة النساء شقائق الرجال وأن الجنة تحت أقدام الأمهات... وسترى في التاريخ الإسلامي الأول أن لعائشة مثلا زوج الرسول مكانة وصدارة اجتماعية رفيعة.
 
عن ذمتها واستقلالها الماليين. الاسلام اعطى المرأة كل الحق بالتصرف بأموالها.. ولها بالذات. ولا يلزمها بالصرف على الآخرين.. مهما كانوا ولها الحق المطلق بإدارة الأموال والتجارة ، وبدون الرجوع إلى أي كان.. ولا حتى الزوج.. بينما التشريع الفرنسي حتى منتصف القرن العشرين أخضع حرية المرأة التجارية لاذن زوجها...
 
وهنا تعلم لماذا ترث المرأة نصف ميراث الرجل.. وانظر مدى الحكمة فالرجل ملزم بالنفقة عليها.. وعلى أبنائه.. و على أقاربه- والغنم بالغرم بينما المرأة لا تنفق مالها إلا على نفسها.. وأكثر من ذلك لها في الغالب من يعولها. ولا تعول هي أ أحدا.. غيرها وباستدلالاتي التي لك الحق في التاكد منها نجد استقلالاً حقوقيا وماليا واجتماعيا للمراة في الإسلام بل وحديا وخبا
 
أما ما قاله المفكر الألماني دريسمان فتحقق منه وهو: أن اعطاء الإسلام المرأة حريتها هو وحده السبب في نهوض العرب وقيام مدنيتهم.. وكان الرجل يقول إذا ضاعت حرية المرأة.. ضاعت المدنية والنهضة...