"راضي"
سنة النشر : 20/10/1998
الصحيفة : عكاظ
يخرج الطفل راضي مع خيوط الصباح ببشرته المتوردة بماء الصبا ويبتسم قانعا تلك الابتسامة الرائعة وكأنها تساهم في روعة صحوة..الكون.. يتطاير شعره الاصفر المنسوج من خيوط الذهب نسمات الرياح الربيعية. يضع يده الصغيرة البيضاء على = جبينه التي تتراقص فوقه تويجات الشعر الذهبي ويفتح عينيه: الخضراوين الواسعتين لمتابعة قطيعة الصغير من الخراف البيضاء المتفرقة في السهل الاخضر الممتد.
راضي في ربعه الثاني عشر.. كان محرك زملائه الرعاة الآخرين وسعث حيويتهم وضحكاتهم البريئة تتجاوب مع اصوات الطبيعة في الوديان العميقة والجداول التي تبرق كأشرطة الفضة من بعيد. ولكن لماذا يعتزل راضي زملاءه وقت الغداء ؟ ولماذا يتضاحات عليه الصبية بعد ان كان مضحكهم؟ وما هذه الكتب التي استغرق فيها حتى غرق وترك حتى غداءه مكشوفا تدوسه الخراف الصغار؟
هل تصدق.. الكتاب الذي بين يديه كان المصحف والآخر رياض الصالحين يعتلي هامة الجبل ويقضي امتع اوقاته متصلا مع السماء.. ويغرف من الكتابين غذاء عقله وطاقة جنانه.. يقوم بعد ذلك راضي ويحس أنه يحمل طاقات الكون وكل أمان الدنيا وكل ثقة الانسان بالخير لأخيه الإنسان.. يتوجه باعتداد جميل وعليه هالات من الرضى تزيده اشراقا وجمالا.. الى زملائه العابثين ويبدأ بمناقشتهم وبدعوتهم راضي قلوبنا معك!