فجر الإسلام .. الجديد
سنة النشر : 18/10/1998
الصحيفة : عكاظ
البانيا كانت دوما أرضا معزولة عن المعالم قدر لها حكام اولعوا بجبروت السلطة وأعدوا الناس عن النظر خارج الحدود فتحتها جيوش العثمانيين ونقلتها من عسف المسيحية الشرقية إلى فسوحات الاسلام ثم جاء المنقل الكبير انور خوجه الشيوعي المأفون الذي كان مهلوسا مريضا بعقله فسجن كامل الشعب الالباني.. ولم ينفتح حستي على زملائه الشيوعيين.. ووقف حتى ضد الاشتراكية الأممية.. الأعنف.. الأقسى أنه لم يذخر جهدا إلا وبذله لمسح الاسلام من جذوره وعاشت جيال جديدة لا تعرف الإسلام الا شيئا من خبايا التاريخ.
مات خوجه... اندكت أصنام الشيوعية... انفتحت البانيا قسراً على العالم.. فقيرة.. مكلومة.. مضللة.. جائعة.. وتائهة روحيا ومعدمة ماديا.. إن الاسلام لا يموت وينبعث كاشعاعات الفجر تنير الأرض بعد ظلام طال.. بجهود دعوية محدودة ولكن بقلة من الناس وبقلة من المال والعتاد. وبكثير من الايمان صار الألبسان وكأنهم ينكتون الإسلام من الأرض كتا.. لم تخبئه إلا قشرة غبارية ينفخ عليها فتدلير لتلمع سبائك الإسلام... أطفال صغار يقضون الآن أوقاتهم في المساجد يعسفيهم البرد بالدرجة الصفرية. لم ينفتحوا على الاسلام إلا من سنة أو سنتين ويمتعهم أباؤهم ( خوفا على حياتهم الاضطراب ( الأمن من صلاتي الفجر والعشاء.. ويأبون إلا الخروج.. حيث الإسلام الأمان الأخير.