المستبد لي – كوان - يو

سنة النشر : 31/07/1999 الصحيفة : عكاظ

 
الطالما أعجبت- وغيري كثيرين عبر العالم- ياعجوبة الدولة المدنية سنغافورة إنها أباجورة اقتصادية مبهرة الانارة ودائمة البريق.. إنها أزهى الجزر. وأرقى الاقتصاديات وأنجح الشعوب.. وفيها أعظم بلدية مدنية على وجه الأرض قاطبة من وراء نجاح هذه الجزيرة التي كانت سادرة متروكة تحت كعب شبه الجزيرة الملاوية ؟؟ إنه السياسي والمفكر والفيلسوف والوطني العبقري «الداهية» لي کوان يو الأب الفعلي والباني الحقيقي لهذه « الجزيرة السعيدة » انه شيخ سياسيي الشرق الأقصى..
 
والاكثر استحقاقا للاحترام والاعجاب.. انه شاهد كاحد الأسيويين العظام لهذا القرن.. لقد تسلم « لي » رئاسة الوزارة في سنغافورة مباشرة بعد العهد الاستعماري في العام ١٩٥٩ لما كانت سنغافورة جزيرة استوائية يقطنها صيادو السمك وبعض التجار الصينيين والاثنيات المختلفة من شعوب آسيوية واوروبية. عندما كانت تجري في شوارعها الضيقة وبعض احيائها ذات الاكواخ المتراصة عربات «الريكشا» و«السكوالور».. وسلّمها لخلفائه في العام ١٩٩٠ درة براقة في عنق النجاح الاسيوي أعظم الفنادق ، ومرابع السياحة.. أعظم المراكز التجارية أهم موانئ آسيا.. أزحم نقطة لتلاقي تجارة آسيا والعالم.. أنظف مدينة على سطح المعمورة.. أكثر شعوب العالم دخلا وصحة وانتاجاً!
 
هذا الزعيم المتفرد خريج مدرسة المحاماة في جامعة كامبردج » لا نستطيع الادعاء بانه كان زعيما ديموقراطيا مثل «نهرو» أو حالما مثل محمد علي جناح » أو « ثوريا مثل هوشي منه... او متنابلا ارستقراطيا مثل « سيهانوك » كان فيه الكثير من الجنوح نحو الديكتاتورية والعناد. والتسلط ، واحادية الرأي وحدة التطبيق ، وانفة الزعامة. إلا انه يحمل عقلا عظيما.. ويحلم بامة عظيمة.. ورغم التسلط باخلاصة الشديد خدم عقله حلمه وأي خدمة!