تيمور .. الحفيد

سنة النشر : 03/12/1998 الصحيفة : عكاظ

 
كان قد مضى على خراب بغداد العظمى على يد هادم الحضارات هولاكو ما يزيد عن مائة وخمسين عاماً والامة الاسلامية الممتدة في العالم الواسع تزداد تفككاً وتسري فيها سموم النهاية ببطء مؤلم..
 
نحن الآن في العام ٨٠٣ هـ. من صار يحكم الآن حاضرتي الأمة الإسلامية اللتين بقيتا أكثر توهجا مصر والشام؟ إنهم الموالي الذين تملكهم الأمراء الايوبيون واحضروهم من آفاق العالم.. كنوا دائما بالمماليك.. آلت الدولة لهم ، وحكموا مصر والشام. بعد انطفاء النجمة الدرية بغداد.. صار نجم دمشق يبزغ رويداً في العالم.. رغم الفوضى وضياع النظام في الحكم المملوكي وتخاصمهم الدائم حول الجاه والمال ، وحتى فتاته.. إلا أن دمشق صارت لؤلؤة الحضارة الإسلامية والعالمية آنذاك.. وصفها المؤرخ ابن تغري بانها أحسن مدن الدنيا وأعمرها! الآن جاء من خواصر آسيا البعيدة ذات الجراد النهم الوحشي التتاري يقوده أحد أحفاد هولاكو.. إلا أنه أكثر بأسا وأجوع للدم ، يقوده فجع أسطوري نحو الخراب والموت والدمار.. إنه أعظم السفاحين سفاكي الدماء قاطبة: "تيمورلنك"..
 
في ذلك العام كان قد هجم على سورية.. وخرج من مدينة حلب وهي عصود من دخان غطى قبة السماء من النيران التي أشعلها في المدينة الوادعة حلب الجميلة.. عندما أغرق في قراءة تاريخ حلب لا أستطيع في كل مرة رغم جلدي متابعة الوصف الدقيق للمنكر والهمجية والولوغ بالشرف والدماء الذي اصاب كرام الأسر الحلبية من العقارب المغولية. يكفيك وجعا أن تعرف أن أنذل الغزاة » جمع كل أطفال حلب.. ونحرهم ذبحهم ذبحاً...