حكم الفناء

سنة النشر : 18/11/1998 الصحيفة : عكاظ

 
وصلنا في الحلقة الثالثة إلى أن جيوش الموت والدمار المغولية زحفت كالافعى العظيمة الى أبواب بغداد يقودها المولع بالفتح والدماء والسفك هولاكو مخرب الحضارات الاعظم. يسهل له من داخل القصر البغدادي وزير لنيم يدعى العلقمي.. وهذا كان "علقما" مرا مسموما سقي للخلافة العباسية.. لما وصلت إطلالات الاعصار المغولي كان العلقمي قد نجح في نزع درع الامة بأهمال تنظيم وتدريب الجيش.. ولما خرجت الفلول العباسية الضعيفة لمواجهة امواج المغول على ابواب.بغداد هزموا وافنوا عن آخرهم... ولما وصلوا الى اسوار بغداد.. صار العلقمي يزين للامير عدم المواجهة.. وطلب منه ان يكون مفاوضا عنه ليقر السلام ويمنع الحرب والدمار.. ووافق الخليفة المسلوب الازادة واجتمع العلقمي مع هولاكو.. وارتعدت فرائصه امام الوحش الجاف الاصفر.. واتفقا على فناء بغداد... رجع العلقمي وأوهم الخليفة بأن هولاكو يريد ان يناسبه ويحقن الدعاء على أن يبقيه خليفة تحت امرته.. وأنه يريد اجتماعا معه ومع وزرانه، كما استدعي العلقمي جديع فقهاء البلاد.
 
واعيانها علمائها ليحضروا عقد زفاف ابنة هولاكو على ابن الخليفة.. ذهب الجميع يتقدمهم الخليفة المستعصم مطرقا واجما وكانه ادرك الآن المصير الرهيب... يومها جمعوا وضربت اعناقهم جميعا.. واستبقي الخليفة وابنه.. الى أن يحين أمرهما... هل تعلم أن أول خطبة لهولاكو في بغداد قال فيها: الحمد لله الذي حكم بالفناء على هذه الديار!!؟