غزو الجراد الوحشي

سنة النشر : 17/11/1998 الصحيفة : عكاظ

 
... ها نحن الآن في بهو قصر الحكم في بغداد. والرجل ذو العمة الطيلسانية والرداء الحريري القشيب المحدودب ضعفا الذي ترتجف أوصالة وهنا هو آخر خلفاء بني العباس.. كان أسمه المستعصم بالله... ولقد دخل التاريخ من أكبر أبوابه الخلفية. لأنه سلم مفاتيح الأمة نتيجة ضعفه وقصر عقله ولأنه كان من دون أن يعلم- وكيف له أن يعلم ؟! العوبة مطواعة في احقر يدين عرفها التاريخ الاسلامي.. كان هناك رجل مصلوب القامة عظيم تفاصيل الوجه.. يخرج من عينيه كل شرور و غدر العالم.. إنه الوزير الداهية الخائن العلقمي هذا الرجل هو صاحب تلك اليدين لولا تفرق المسلمين مذاهب وشيعا وأهواء. ولولا وجود أعوان في الداخل لما كان لسنابك خيول وبغال هولاكو المغولي ان تدنس ارض الأسلام.. كان الوزير الخبيث مؤيد الدين (!) العلقمي حريصا كل الحرص على زوال الخلافة العباسية.. وكان محترفا قديرا على إثارة الفتن وتحريض النفوس لكي ترتبك أمور الدولة.. لقد بدأ العلقمي الأرقط سميه في نخاع الأمة.. أوهم العلقمي الخليفة الضعيف أنه لا داعي إلى جيش كبير.. عندما نخر في الداخل وجرد الأمة من درعها صار يراسل المغول سرا.. ويغريهم على فتحها.. وطلب أن يكافا على ذلك.. بأن يضعوه على بغداد. انتفض الوحش المغولي هو لاكو من أقاصيه الشرقية.. وجر وراءه جدا متوحشا غطى نقيعه الآفاق قاصدا.. بغداد.. انتهت الحلقة الثالثة)