دوائر التاريخ (1-2)
سنة النشر : 19/12/1995
الصحيفة : عكاظ
قد تتذكرون أنني قد تطرقت في مقال سابق عن الكاتب الاقتصادي- الظاهرة جيمس دافيدسون المالك المشارك النشرة « الدراسات الاستراتيجية التي طالما غرقت في الدراسات التنبؤية لأحوال العالم السياسية. والاقتصادية المستقبلية وانعكاساتها على معدلات العوائد في العمليات الاستثمارية الدولية. وهو المتحدث دوما عن ظاهرتي الدائرتين الشهيرتين للكساد الاقتصادي...
( الكبرى) التي تتكرر حسب رؤيته كل. ٥٠٠ عام ( والصغرى) كل ٦٠ عاما.. وسأنقل لكم مقالة له صدرت اخيرا تحمل الكثير من المغازي والرموز انتم أجدر بقك مغاليقها وهو ايضا يتحدث عن هذه الدورات الاقتصادية ، مبتدئا بالتهاوي الكبير للطبقة | الارستقراطية مالكة الاقطاعات والاراضي في ريطانيا في نهاية القرن السابق وبدايات هذا القرن.. عندما تحولت امريكا الشمالية الى مولد غذاء هائل للعالم وزادت فيوض القمح الرخيص عن احتياجات القارة لتملأ الموانىء الأوروبية.
هذا القمح الرخيص جعل اسعار الاراضي البريطانية المملوكة للطبقة الارستقراطية تنزيق للسفح.. للحضيض.. وما جاء العام ۱۹۱۰ م حتى صارت قوة الطبقة الارستقراطية في بريطانيا مجرد حكايات | تروى.. وهنا يلمح كاتبنا أن بدء عقد السبعينات من القرن التاسع عشر عندما بدأت تذوب اسعار الأراضي البريطانية كانت نقطة تحول للدائرة الكساد الستيني الصغرى).. حينها كان هناك كساد عالمي. وإليكم الموضوع بتصرف!! حذار أن نعتقد بفكرة أن الاحداث التي نراها ماثلة أمامنا الآن غير مسبوقة.. والحقيقة ان هناك كثيرا من هذه الأحداث سبق رصدها في دورات الكساد الاقتصادي التاريخية.. بل انني اكيد من رؤيتي لتطابقات بين الاحداث الآن وبين الأحداث في الكساد السابق.. في الولايات المتحدة كان هناك سقوط للأداء الاقتصادي العام في سنة ١٩٨٧ م.. موجة من افلاسات مصرفية، وتهاو لأسعار العقار ومع ذلك كان يظهر أن أمريكا لم تكن في حالة كساد.. وهذا شيء يبعث على الحيرة.. فهل فشل المتنبئون؟ لا اعتقد ذلك الاختلاف هذه المرة ان الحكومة الفدرالية لعبت دورا كاسحا في الاقتصاد.. هذا الدور الذي كان مفقودا في الثلاثينات من هذا القرن ( الكساد العظيم. فلقد عملت حكومات ريجان وبوش والآن كلينتون على صرف اربعة تريليونات دولار (؟) واكثر من ذلك لتجنب امر كان محتوما... فقط وهم لن ينجحوا كل الذي فعلوه هو اخفاء الاخفاق ومط مدة عدم انفجاره فلقد قاموا بتسييل ثروة الأمة.. وافقار الاجيال القادمة فقط لانجاح مسيرة الحزب.. إلا أن هذا لن يستمر.. وذلك عندما يقترض آخر دولار... وعندما ترهن آخر ساعة عندها لن يكون في المستطاع حتى دفع الفائدة. فالاخفاق قادم التاريخ علىء بالأمثال والعبر التي تحتفي بها عوالم وحيوات كاملة في ليلة في العام ۳۸۰ اقبل الميلاد كانت الحياة صاخبة عادية في روما كما كانت منذ مئات السنين من قبل. فقط بعد ثلاثين سنة انقلبت تلك الحضارة... انتهت الى الابد المدينة نهبت كاملة كل الامبراطورية اكتسحت ومن منا من قبائل بدائية.. المدن سويت بالارض.. الاسياد والشعب بيعوا بأسواق النخاسة. وهؤلاء | كانوا من المحظوظين.. فالباقون از هفت ارواحهم في اماكنهم.. في روسيا عام ۱۹۱۷ م احتفل الليبراليون الابرياء بسقوط القيصر.. وبعد اشهر... وجدوا انفسهم في طوابير الاعدام والبعض مات متجمدا.. والبعض مات جوعا والباقون راحوا يلحسون قطع الخبز في الارض.. بينما انهار كل المجتمع.