التوستماسترز

سنة النشر : 22/04/2009 الصحيفة : اليوم


أهدي هذه الرسالة المفعمة فخرا وشكرا واكتفاء إلى مكتب وزارة الإعلام بالمنطقة الشرقية وإلى إدارة التعليم وإلى كل إعلامي وكاتب وصحفي بهذه المنطقة لعل الشاب الذي كاتبني يفلح في تحقيق أمل أن تغطى وتتبنى نشاطات فن الخطابة الارتجالي «التوست ماسترز»، التي كانت لعامين فقط مضيا حكرا على الجاليات الأجنبية في منطقتنا، فإذا شبابنا السعوديون يشاركون، فيبدعون، فيتفوقون.. ليس كأفضل من يتحدث الإنجليزية فقط، بل في عبقرية خطف انتباه الناس، وأسر حواسهم ارتجالا بدقائق معدودة.. مهارة من أهم مهارات التواصل الإنساني بالفرد والمجموع.

إليكم الرسالة المفخرة.. باختصار آلمني: «شكرا على دعمك المعنوي اللا محدود لمحبي أروقة التوستماسترز التي طالما غاب عنها الإعلام وزهدت فيها الصحافة. قبل أسبوع كان لي شرف التمثيل في مسابقتين مهمتين في القسم «ف» بالخبر، وهما المسابقة العالمية والمسابقة الفكاهية.

وقد وفقني الله سبحانه وتعالى للفوز في تلك المسابقتين بالمركز الأول. ولا شك أني أشعر بالاعتزاز لكوني سعوديا يحقق مثل هذا الإنجاز من بين وسط مجموعة كبيرة من الأجانب المحترفين لهذا الفن، ومما زادني اعتزازا أني تلقيت ردود فعل مشجعة جدا والتي من ضمنها ما يلي:

أشاد اثنان من أبطال العالم للخطابة بمستوى الخطبتين وبالذات بالفكاهية وقال أحدهم إنه شخصيا لا يستطيع مجاراة مثل تلك الخطبة. ثم قام ضيوف الشرف جميعا للسلام علي والإشادة بالخطبة العالمية. بعد أدائي للخطبة العالمية وعنوانها «النقطة العمياء» لحق بي أحد الإخوة من الجنسية الهندية خارج القاعة وسلم علي بحرارة وعانقني قائلا «أشهد بأنك رجل حقيقي». وأحاطت بي مجموعة أخرى من الجمهور وجزموا بأن خطبتي ستغير حياتهم وأن المركز الأول لن يعدوني.

ثم أقسم أحد عمالقة التوستماسترز، وهو يحمل الجنسية الهندية أيضا، علي ألا أصعد منبرا للخطابة إلا بعد أن أعطيه خبرا بذلك، لأنه لا يريد أن يفوت لي حديثا وعانقني بحرارة.

وبعده أحد الإخوة الأسيويين قال لي إنه قدم إلى السعودية قبل سبعة شهور وأن ما رآه في هذا المؤتمر غير فكرته عن السعوديين بشكل كبير.

وصدقني بقدر ما أسعدني سماع مثل تلك الشهادات فقد حزنت لأني أدركت حينها أن كثيرين من الناس لم يصل إلى إدراكهم مقدار ما نحمله نحن السعوديين من الملكات والمواهب والقدرات.

لا يزال البعض منهم يستكثر علينا ذلك. وهذا يؤكده تقصير وسائل الإعلام في تصحيح تلك الصور المشوهة. ولكننا لن نيأس وسنواصل المسيرة.سوف نخبر العالم جميعا بأن الكلمة الجميلة الطيبة والحوار الراقي والتواصل الفعال هي السبل لحياة أفضل على هذا الكوكب الصغير.

وفي الشهر القادم في أبوظبي سأمثل بلدي مع مجموعة من إخواني السعوديين على مستوى دول الخليج من دولة الأردن، وعسى أن يوفقنا الله لإنجاز آخر يساهم في رسم صورة بهية لنا كسعوديين، وسنرفع هناك أعلامنا حتى وإن غاب إعلامنا.

محمد عبدالله العيسى ـ أرامكو