أولادُ وبناتُ الدمام

سنة النشر : 10/02/2009 الصحيفة : اليوم


.. "أولادُ وبناتُ الدمام" يعيشون فرحةً، من نوع الفرحات التي تتعدى الأملَ المرئي، وتصلُ لمشارفِ حلمٍ بعيد، فإذا هو يتحققُ في لمحةٍ غير متوقعة من الزمن، فتنتعشُ الحماسة، وتـُزهِرُ الوجوهُ اليانعة، وتـُمدّ «مجموعة أولاد الدمام وبناته» بطاقةٍ دافعةٍ ومتصلةٍ، وتعطيهم امتداداً عريضاً لطريقٍ مستقبليٍّ يسيرون عليه بثباتٍ أكثرَ رسوخاً، وبرؤيةٍ أنصعُ وضوحاً، وثقةٍ امتن فيما هم إليه يهدفون..

وتشجيعٌ لكل الأفكارِ المثيلة التي نتوقع أنها ستنشأ بالمدن السعودية تباعاً، تأكيداً على أن ظاهرة التشجيع من الشخصيات الكبرى لها مفعولٌ متفجّرٌ يدور مع الدماءِ، ويقـْطـُرُ الحماسةَ الشبابيةَ لدروبٍ فسيحةٍ ومضيئةٍ لهم، ولمدنِهم، ولوطنِهم.. فما ظاهرةُ أولادِ المدن وبناتها إلا من مظاهر التعلق بأرض الوطن الغالي، لأن همَّهم الوحيدَ خدمات فوق ارض الوطن، لا أكثر ولا أقل..

وكفى المرء فخراً أن يحبّ وطنـَهُ ويذودُ عنه، وليس الذودُ فقط في ساحاتِ الوغى، وإنما وأنتَ تزيل أذىً من الطريق، أو تقدم خدمةً لعابرِ طريق، أو تساهمُ في خدماتٍ متعاونا ومنسِّقاً مع جهاتٍ رسميةٍ ونظاميةٍ قائمةٍ ليكون مفعولـُها أبعد وأجدى وأسرع وأجدّ، وهذا هو هدفُ البنات والأولاد المحبين لوطنهم..

ولما أطلعني الرجلُ البالغُ الحساسيةِ في استكشاف المظاهر الرافعة للشأن الاجتماعي والوطني السيد والزميل «حسن بن علي الجاسر» عن إعجابه الواضح بفكرة ومشروع أولاد وبنات الدمام، وعَدَ بأن يعمل من أجلهم، ويرفع لسمو أمير المنطقة لصاحب السمو الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز.

ورغم معرفتي ب»أبو علي» منذ زمن عن كثـَبٍ، في سرعته بإنجاز ما بيديه، لم أتصور أنه في اليوم التالي يحدد للأولادِ موعداً لمقابلة سمو الأمير، وضرب سموُ الأمير مثلاً متعدد العٍبر في استقبالهِ لهم، كرسالةٍ مشرقةٍ وشاهقةِ الأهداف بأن العملَ العام من أجل الوطن سيُكافأُ في الأرض، مع أن من يقوم به يتطلع لمكافأة السماء..

درسٌ أقوى من وعوظٍ لسنوات بأن الوطنَ لا بديلَ له، وأن من يقدم نفسَه وعملـَه خالصا لوطنه، فإن الوطنَ سيقوم بالردّ فوق التوقعات..

أثنى عليهم سموُ الأمير، فخرج الشبابُ يعيدون عن ظهر قلبٍ كل كلمةٍ قالها الأميرُ لهم، وكأن الكلماتَ حُفـِرَتْ بأزميلِ الفخرِ والتطلع والوطنيةِ في قلوبـِهم.. وقدّم لهم سموُهُ تبرعاً سخياً في الحال، وكانت أيماءته المعبّرة وذات المعنى أن قدّم مبلغاً للأولادِ وآخر للبنات.

ودار حديثٌ شجي مع سمو نائب أمير المنطقة الشرقية الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد حول المجموعة، ورأيتُ كيف يشرقُ وجهُ الأمير كلما دارت كلمة الشباب والشابات، وأكد دورهم لخدمة الدين والوطن..

وأسهَبَ بموضوعِه المفضل، وموضوعُ سمو الأمير جلوي المفضل دائما يقع تحت عنوانٍ كبير: «خدمة الوطن والمواطن»، وأكدّ إيمانه بهذا المعنى الرفيع: الخدمة. وعقـَّبتُ بان العربَ، وهُم من هُم باعتبار الذات، اعتبروا أن من السيادةِ خدمة الآخرين، إلا أن الأميرَ بتواضعِهِ غضّ عن كلمةِ السيادة..

درسٌ حقيقيٌ، أن الأحلامَ يا شباب تتحقق، متى طاردتم حلماً قابلاً للتحقيق، ومتى طاردتم حلماً يرتبط بخير أمتكم وأمنها، وخير وأمن ناسها.. بوركتم جميعاً.