قصة كتكوت
سنة النشر : 11/08/2002
الصحيفة : اليوم
هذه رسالة من فتاة صغيرة انت مع أهلها وسلمت رسالة باسمي تحكي لي عن قصة هذه القصة عن كتكوت صغير اشترته من المحل... قد يكون غريبا أن ننشر رسالة فتاة صغيرة ، ولكن الاعتبار المؤثر هو في النهاية.. هذه هي الرسالة بعد مساهمتي في التوضيب مع حفاظي ما أمكن على البراءة الطفولية وعلى الروح المشفقة الصغيرة
عمي (..)
لقد خلب لبي منظر الكتكوت الاصفر المعروض للبيع- وانا طفلة في الثامنة من عمري- لقد تخيلته الكتكوت اللطيف « تويني » ولكن من لحم وريش.. كان صغيرا جدا بلون اصفر ، بكيت والححت في البكاء حتى اشترته أمي لي. اخذته للبيت ووضعته في غرفتي بجانب سريري وقد تعلقت به جدا.. تمت سعيدة فرحة.. لما فتحت عيني في الصباح رأيت المنظر الذي ابكاني حزنا.
رأيت عصفوري الصغير متكوما في زاوية القفص بلا حياة وارتعبت كثيرا، ورحت أفكر بما جنيت وبما جنى التاجر الذي يبيع هذه الكائنات التموت وحيدة منكسرة مستوحشة هل يجوز ذلك طبعا لايجوز تصوروا لو اخذوني من ابي وامي ورضعوني في قفص من الماس بعيدا عنهما وبعيدة عن كل من أعرف.. انه عذاب لا يمكن تخيله بينما ارتضيته انا لهذا الكائن الصغير الذي ساهمنا في ازهاق روحه...
عمي لماذا لم نترك الكتكوت ليصبح دجاجة أو ديكا مكتملا يؤدي وظيفته الحقيقية في الحياة؟.. لقد شعرت انني العب بالحياة. أنا والتاجر افسدنا حياة هذا الكائن وحرمنا دورة الحياة من دوره وعطائه المرسوم ، فقط لكي نستمتع وتضحك... اختي الكبرى احزنتني بوصف عصر قلبي قالت: انظروا غيروا- في تكوينه ، وصبغوا ريشه بمواد سامة ليأخذ لونا يمتعنا بلونه الجذاب ولكي يبعد احساسنا.. لقد رسموا موته بلون اصفر.. انه احتفال للموت وارتعبت عندما قال اخي ربما قرر الكتكوت الصغير ان يموت منتحرا- سمعت ان الحيوانات تزود بغريزة وقدرة انتحارية عندما تزهد الحياة... حياته وحيدا خائفا لا تطاق فاختار الموت. وجزعت اكثرا وسألت نفسي عما جنيت عليه وعلى نفسي ، وخفت من الله ، فقد اكون ارتكبت ما يغضبه.
لذا أكتب إليك لتنشر للناس قصتي ولكي يتوقفوا عن الجناية على ضعاف الطير والحيوان ..
هذه هي الرسالة والمغزى ان احترام الحياة لكل كائن واجب.. وان التهاون في ذلك مع هذه المخلوقات ، قد يجمد قلوب الصغار والكبار)... حتى تفقد شيئا من صلب الضمير والدين اسمه الرحمة