متلازمة أعراض الهم الأبوي

سنة النشر : 10/08/2002 الصحيفة : اليوم

 
من يحسد الأمهات والآباء هذه الأيام ؟
 
لا أحد بل إني أدعو لحملة وطنية كاملة لشرح صدور أمهات وأباء هذا البلد وليكن هذا سريعا، وترصد له الميزانيات وتكرس له الجهود وتعبا له الطاقات. هذه الحملة لرفع الهم عن الصدور ، والقلق عن القلوب والترة عن النفوس والانشغال عن العقول.. حملة اعادة البسمة الى الوجوه ، وزرع أي نوع من التفاؤل في حقول التطير والتخوف.. إني من موضعي الصغير أنبه ان لم ننشغل في ذلك سريعا، فقد تتراجع معدلات الزواج في هذا البلد.. وقد تحسب الشابات والشباب ألف حساب عسير قبل الاقدام على حياة تنتهي.
 
كما يرون على ذويهم من مسحات الهم وترقب الهم... ومصدر هذا الهم الكبير هو هؤلاء الأبناء الذين يتخرجون كل عام، ولا هم يتوقفون عن التخرج ، ومنى ما تخرجوا فهم يريدون الذهاب للجامعة.. والجامعة ليست في جيوب آبائهم ولا هي في قلوب أمهاتهم. والجامعة باقية لا تتسع وإن اتسعت فليس في نسبة التدفقات المتدافعة من الخريجين.. والمحزن أن الخريجين هم مجرد أبناء ولكل منهم أب وأم لا يريان إلا هو ولا يترقبان إلا لكرسي له في جامعة.
 
ويستعصي الكرسي ويتوه الابن ويترنح الوالدان بين المطالبات والتوسل والجري والترقب.. شيء يقود الى مرض عام.. هذا قد يؤدي الى ان يتضايق شخص مهم آخر غير وزير التعليم العالي ، وهو وزير الصحة... فلن تتسع كل الخدمات والمراكز الصحية لظاهرة مرضية جديدة اسمها « متلازمة أعراض الهم الأبوي... وهي عبارة عن باقة محترمة من الأمراض... وبما أنه لا حل سحري ولا واقعي لأزمة القبول في الجامعات وليست هناك أي قوة منظورة لتحويل رتاب ولاة الأمور وأبنائهم من السيل الى الجامعات لتفرعات أخرى.. فلا سبيل إذن إلا إلى تلك الحملة التي ندعو اليها بشدة، وأن تكون بقوة حملات الترويج الصيفي التي صارت موضة المدن.... وإلا فإن أملي الأخير معقود على أصحاب صالات الاحتفالات بأن يبادروا بعمل شيء لذلك أو أن يكونوا رعاة حملة اسمها ابتسم فأنت أب.. اضحكي فأنت ام... وإلا أحجم الشباب عن الزواج.. وتبقى صالاتهم تعيش على مجرد ذكريات!