نظرة في المهمة الثقافية

سنة النشر : 06/08/2002 الصحيفة : اليوم

 
لا وسيلة- حتى الآن- أسرع من الصحف اليومية في إظهار إبداعات الأدباء الجدد. ولكن بعض الصحف تضع موانع غليظة كحيطان الحصون وجمعت داخلها الأسماء المتداولة ، ومنعت بإرادة مسبقة أي اختراقات وكأنها ملكيات إقطاعية ، فليس هناك اذن محاولات جادة لفتح بوابات داخل هذه الإقطاعات.. ويبدو المشهد الثقافي في ان الاهتمام منصب فقط في سقي شجرة قائمة ولكن ليس في رعاية شتلة متطلعة... على ان صحفا أخرى فتحت المجال امام عناصر ابداعية جديدة. وهذا عين الصواب وباعث النجاح في المسيرة الثقافية.. أن تترك الاجيال القادمة تتنسم الهواء وتبصر النور هو منطق كل الحياة.. اذن فالجسد الثقافي لابد أن يتجدد فسيولوجيا بالخلايا النشطة وانطلاق الدماء الفتية في الأوردة وفي الشرايين.
 
كما انه من الصعب الاعتقاد بأن الصفحات الثقافية قد كسبت اعضاء جددا في المحفل الثقافي العام وذلك بسبب المادة الثقافية نفسها، فهي عادة ما تقدم اما في شكل مادة خام فتأخذ السبيل الاكاديمي المعملي مما يعني تقديما المتعمق متخصص ولا يجرؤ -ولا يجذب- القارىء العادي حتى الاقتراب منها أو بمشاركات غفلة طافية.. وباعتقادنا ان صحيفة اليوم مارست العملية الانمائية للرفد الثقافي ففتحت أبوابا خلفية للمشاركات الجديدة وهذه قطعا اضافت نوعين من المهتمين النوعية القارئة والنوعية المساهمة.. الا ان الجريدة بصفحتها الثقافية بادرت الى الاستقبال ولكنها لم تمل نحو الاحتفاء.. وهي كلمة يفهمها استاذان متفوقان هما شاكر الشيخ وأحمد سماحة.. وأستغرب ألا يمارسا توجيه وتبني ونقد وإنضاج الثمرات الثقافية المتطلعة.. وهما لا ينقصهما الحدب على الطلائع.. لابد ان نترك الشمس ليسطع نورها على شتلات المواهب.