مخيم القافلة والبروزاك

سنة النشر : 05/08/2002 الصحيفة : اليوم

 
 (البروزاك تضاعف استخدامه في المنطقة) دراسة طبية نفسية.
 
أرجو أن نقدر الاعمال ليس كما تراها فقط ولكن عما تدل اليه ايضا مخيم القافلة الذي بدأ نشاطه يصل الى كل غرفة في كل منزل في مدننا انجاز يطيب لي أن أقف أمامه متأملا وهو نوع من التأمل الواعي جدا تحت ظلال حالمة جدا.
 
كنت كتبت في المقالة السابقة عن التذمر (وتذمرت أمامكم عن حالتنا التذمرية المتفاقمة ودعوت الى أن ننبذ الطبيعة التذمرية الى العقلية الفاعلة المغيرة وقلت ان المستذمر لا يرى إلا نصف الإناء الفارغ بلا حيلة واحدة ليعصر نقطة ماء اضافية.. العقلية المغيرة الفاعلة هي التي تشق الصخر من أجل تلك القطرة على اني ترويحا لروحي التي تضيق بها الآفاق الرحبة أحيانا ذهبت ساليا مع الناس الى المعسكر الذي أقامه شباب القافلة. فجأة تنبهت وحيدا مع عقلي فإذا بي في أكثر الأماكن رحابة لقد تلمست عن قرب مشارف الإنجاز الإداري الدقيق وحسن هندسة المرافق وتنوع النظرة والمشهد، والحالة والفكرة والهدف من مرفق الى مرفق وكان شباب القافلة درسوا هندسة الانسياب الحركي والانسياب العقلي وميكانيكا | التنوع النظري وكأنهم استأجروا خبراء في النفس البشرية لمحاربة عدو ثقيل دائم الحضور لزج البقاء اسمه الملل تأخذك مشاهد وفعاليات ونشاط المخيم من بيئة الى بيئة ومن حال الى حال كبد خفبة تجرك في ممرات مزهرة حتى تنتهي غارقا في دوامة زهرية وطافيا في تيار عقلي بأخذك مستسلما كل الاستسلام وأنت بباطنك تعلم أنه سيوصلك آمنا للضفاف وقلنا في البداية ليست الرؤية فقط بل الدلالة والاستدلال هؤلاء الشباب لابد أن يكونوا من العباقرة لينجزوا عملا اداريا هندسيا تنقيفيا اعلاميا ترويحيا وتجاريا نعم اللمسة التجارية الذكية كانت واضحة بغير مواربة وهو انجاز فوق انجازات).
 
الاستدلال الأهم هو القدرة العقلية التي حققت هذا المشروع الانموذج والروح المعنوية الخرافية التي حققت التلاحم بين فريق العمل الذي لم يقم في أساسه على أي حافز اداري أو معنوي أو مادي تلك الحوافز التي نقرؤها في كتب ادارة المشاريع. إذن هذه النوعية من الناس قادرة على أي شيء إذا كان لنا حاضر ترى فيه تذمرا معقول وهمم مثل هؤلاء الرجال كفيلة بإذن القادر بان ترسم طريقا متفائلا للمستقبل. على ذوي القلق النفسي أن يتركوا البروزاك عقار محفز نفسي) ويقضوا وقتا في المخيم... وهي نصيحة قد لا تفرح منتجيه أرجو ذلك!