صديقنا فالح

سنة النشر : 27/07/2002 الصحيفة : اليوم

 
جاءني صوت صديقي متهدجا متوترا وكأنه يجر صوته من آخر حياله الصوتية.. سألته إن كان متعبا ولكن قبل أن تسمع بقية المحادثة | دعني أخبرك عن صديقنا هذا ، ولنتفق على أن نسميه هنا فالح ، وسترى | أن استعارة هذا الاسم له ستكون دقيقة التوفيق. فالح شخص يملأ العين إهابا ، فهو بهي الطلة لن أدعي أن تقاسيمه | ناعمة أو فتانة ولكن له طلة تريح النظر وتبهج النفس فأنت ترى من خلال عيونه كل ما يعتمل داخل قلبه وله قم من الصعب أن يتخذ شكلا. غير الابتسامة وهي ليست ابتسامة كاملة منفرجة ، ولكنها مشروع ابتسامة.. لذا فهي مشروع لم ينجز وينتهي ، وإنما مشروع باق لا ينتهي يقبل عليك بخبب مميز وكأنه يريد أن يضمك. على أن هذا أيضا مشروع لا يكتمل ، ولكن عندما تراه بمشروع الابتسامة ومشروع المعانقة فهو يذيب القلب ويجرك لا محالة لأن تقع في مزلق عطري، وهو أن تحيه لا حيلة لك في ذلك.
 
وقالح يتنقل من نجاح إلى نجاح ونجاح متتابع كانه في سلسلة لا تنتهي ( أيضا!). لقد شارك في أكثر من جهة وقاد أكثر من ادارة وتربع على أكثر من منصب ، على أنه لا يبقى كثيرا ينتقل من محل نجح فيه الى مكان يريد أن يصنع فيه نجاحا، وهو موفق في ذلك كل التوفيق.. كأن المشاريع لا تنتهي. وكانه في مطاردة لا تستقر. وأنا أقول له انك ستنتصر على نفسك في النهاية.
 
أي أن الجهد الذكي قد يستنزف الجسد المحدود والترجع لما بدأنا به فقد كان صوت فالح كتيبا أجابني ، بأن كل شيء على ما يرام عائلته على ما يرام وعمله على ما يرام وما زالت شبكته مليئة بالتطلعات للمشاريع الناجحة لا شيء يدعو للقلق... كل ما يعرف أنه متوتر قليلا تطيب خاطره بما يجب أن نقوم به من مشاريع غير ناجحة في تطييب الخواطر على أني كنت أود أن أقول له: إني أعرف تطلعاتك للنجاح الذي لا تريد منه مادة ولا وجاهة سوى ملاحقة النجاح كأنه قدرك هناك مشروع يقلقك جدا ، وأنت لا تجد حيلة لإنجاحه وهذا يقلق ضميرك ويزعج خاطرك على اني لم أقل له ذلك رأفة به وبي أيضا.. ولكن أقول لكم ما المشروع المقلق يود فالح | في أصل ضميره أن ينجح في قلع اسرائيل.. لذا لم أقل لها