المبدع له ذاته.. ولنا إبداعاته

سنة النشر : 18/06/2002 الصحيفة : اليوم

 
يحق لنا أن نستغرب من الكتاب مالا نستغربه من بقية الناس.. هذا الاستغراب ياتي من ضعف انغماس الكاتب بصنعته. وهي صنعة لا يكفي أن يتقنها المرء في المدارس والورش لابد أن تكون منبعثة من التكوين الموهبي عند الكاتب.
 
ونقول دائما أن العملية الابداعية منفصلة بطبيعة كبيرة عن نفس المبدع.. ولا نجد في ذلك مدعاة للاستغراب.. ولا أرى أننا نشط عندما تزعم أن الغريب في أن ذلك لا يكون.. تعرض أحد كتاب هذه الجريدة ، وهو كاتب مطبوع بما لا يساورنا فيه الارتياب.. إلا أنه قال في مقالة له ما يدفعنا لذلك الاستغراب الذي تحدثنا عنه...
 
فملخص رأيه أن بعض الكتاب يكتبون مالا يفعلون.. وأردفه بماثورة في الأمثال المصرية الشعبية هي: أسمع كلامك أصدقك اشوف أمورك استعجب... وهنا ابتدع خطا لا يقاس به الكتاب في الأصل.. بينما يقاس به آخرون بمنطق الحال لا يهمنا في الكاتب إلا الذي يكتبه.. ونحن نحكم على الكتابة وليس على شخص الكاتب..
 
لذا نقول ان النقد ينصب في الأدب على المنتوج الأدبي والخارج الابداعي.. وليس على ذات الكاتب.. لأن الذي ينتشر بين مجموع الناس هو النتاج سواء كان مقالة أو قصة.. قصيدة.. أو لوحة... عندما تكون مقالة كاتب ما موضوعا يدعو فيه الى ما يرفع الهمم ويرفع الاداء الأخلاقي.. لن يهمنا فيما بعد أن يكون له في حياته الشخصية شان آخر. وان كنا نود له الصلاح بالطبع ولكن حكمنا هو على مدى صلاحية مقالته. وان صدق تعارضها مع طبيعته اليومية.. وحالته السلوكية.
 
المقصود في الربط الشخصي بالنقد هم الذين يعظون أمام الناس بشخوص ثم ينقضون ماله يعظون لا يحسن بنا أن نطل وراء كتف الكاتب على أن لنا كل الحق في أن نطل على كل حرف في كتاباته.