مركز للقلب.. ولكل المجتمع 2-2

سنة النشر : 02/06/2002 الصحيفة : اليوم

 
وحتى صيغة رجل الأعمال هي صيغة غير مستوفية غرضها الحقيقي ، فالحقيقة كلنا رجال أعمال ، متى ما قمنا باعمال لحسابنا الشخصي أو لمصلحتنا المباشرة ، وهذا هو المفهوم الحقيقي لرجل الأعمال إننا إما نكيل التهم أو نغبط رجال الأعمال الذين هم صريحو الظهور على المسرح العملي ولكن ليس بالضرورة أن يكونوا أهم المتحكمين فيه..
 
دعني أقل لك شيئا من واقع خبرتي المتواضعة والمحدودة في الأعمال في أحايين كثيرة أقل من يتحكم في مقاليد العمل هم رجال الأعمال أنفسهم. كيف نقول إن رجال الأعمال صريحو الوضوح فهل هناك رجال أعمال غير صريحي الوضوح ؟ أقول لك نعم ان الموظف الذي يبيع الشاي على زملائه واستخدم عمال مقاول النظافة كمباشري خدمة هو رجل أعمال والذي يزيل مرآب السيارة في المنزل ويضع فيها دكانا هو رجل أعمال والموظف الذي ينتفع من وظيفته خارج الأطر النظامية والمبدئية رجل أعمال وحتى الذي يمتهن اللصوصية رجل أعمال.. أي عمل تقوم به الخاصتك فانت رجله اليس كذلك عندما نلوم رجال الأعمال من بالضبط يلوم من؟! على أن المشاهد التي أود العودة اليها لأنها هي التي أطلقت زناد هذه التداعيات ، فلقد أقيمت في مركز البابطين عمليات القلب.
 
كان المشهد تعبيرا شاهق القدوة لما يجب أن يكون عليه التكافل الاجتماعي لكل مهنة وبحدودها الواضحة التي لم تختلط بها الدوائر الرمادية. البابطين رجل أعمال صريح، ويقدم بمبادرة شهمة ومحبة عشرات الملايين من الريالات ليرى مركزا متقدما للقلب طبعا لم يبنه لنفسه ولا تطلعا للشهرة فهو يملك كليهما منذ أزمان والجراح الرائع القدرة محمد الفقيه من الزمرة البراقة ضمن جراحي القلب العالميين يزاول مهنته خالصة ولم يدخل بها ولا حبة غبار من المصلحة الخاصة ( وهذا ما تعرفه بشكل أكيد ويقدم خبراته ومهاراته التي لا تقدر بثمن تطوعا لا يطلب فيها مقابلا إلا من السماء قل لي ألم يعط هذان الرجلان المتميزان الرائعان واقعا حاصلا رائعا لما تبهر له النفوس عندما تتضافر النوايا الطوعية الخدمة المجتمع ؟!.. ألم يقدما لنا واقعا يبرق بنجوم الأمل والعطاء... أكثر من أي حلم من الأحلام ؟!..
 
هذا النوع من الرجال لم يطل يوما أي منهما على كتف الآخر ليرى كم يكسب وماذا ارتكب كل ما عملاه أنهما مدا الجسور.. جزاهما الله كل خير ، فهما من رسل الخير.