مركز للقلب.. ولكل المجتمع 2-1
سنة النشر : 01/06/2002
الصحيفة : اليوم
هذا الذي يجري في الشئون الصحية هذه الايام يجب ان يكتب في كراسة الأمل بسطور من ذهب. وهذا الذي يجري في حيزه المكاني يقع في ردهات مركز البابطين الخيري للقلب، فهو صورة مشرقة في مساحاته الاجتماعية لواقع كان حلما في النظرة الاجتماعية للتكافل.
وها هو اليوم يصير شيء من الحلم واقعا لابد ان نتأمل فيه كثيرا ليس فقط للمشاهدة المريحة التي تلت أوقاتا ضيقة وصعبة.. ولكن حتى نكف عن الانتقاد والتشاؤم ونفض اليد وتفعيل الخيبات التي احيانا تضرب في اركان هذا المجتمع.
كنت دائما اقول ان الضغط على دور رجال الاعمال سلبيا لن يفيدنا في شيء بل يصنع فراغا جديدا بين طوب الجدار الاجتماعي نحن في غنى عنه. ولما تعالت اصوات اعتبرها بغير وجل مغرضة وغير صادقة وغير منصفة) في تقاعس رجال الاعمال سواء في العمل الاجتماعي أو في الخطط الوطنية مثل السعودة قلت في أكثر من مجال وفي أكثر من مناسبة إن هذا تفريق ساذج ولكنه خطير فلا يجب بأي حال خلع صفة رجل الاعمال عن المنظومة الاجتماعية ، وكان رجال الاعمال مخلوقات مختلفة، أو طبقة محددة ومعروفة وتتجمع في مكان مادي او تتوحد في صفة معنوية.. أن هذا ليس فقط غبنا كبيرا، بل مجافاة ظالمة ومتعسفة لقراءة معطيات الواقع رجل الاعمال مهنة وليست صفة فلا يخلق الله الجنين في رحم امه مختوما بهذه الصفة المهنية...
يخلقنا الله جميعا على هيئتنا البشرية متساوين، ولان ولادتنا في المكان الجغرافي وهو هذه البلاد فنحن إذا جزء منها كلنا بكل فئاتنا التي نكونها بجهودنا الذاتية فيما بعد... كما أن ذلك لا يعني أن رجال الاعمال اخيار بالضرورة، أو أن كل شرائح المجتمع ضحايا او اخيار بالضرورة ، ففي مجتمعنا شرذمة من اللصوص والمارقين عن السلوك القويم هذه الشرذمة تتمسح على كل تنوعاتنا المهنية لان هذه الآن الصفات الشخصية وليست الصفات المهنية..
فلا يجب أن نخاطب فئة بذاتها.. يجب أن تعلق الاخطاء كلها على كل التركيبة الاجتماعية متى ما وقع الخطأ ، ونشد على يد كل التركيبة الاجتماعية وهي في طريق الصواب.. على ان الافراد يهنأون متى ما أتموا انجازا نافعا وانهم يلامون متى ما ارتكبوا خطأ واضحا.