المعزوفة الحلوة

سنة النشر : 28/05/2002 الصحيفة : اليوم

 
أحدثكم اليوم عن امرأة. لم أر في عالم المرأة ولا عالم السياسة ، ولا بيئة الانتماء العنصري كائنا أكثر تناقضات منها وفيها.. هذه المرأة هي ملكة البيت الابيض غير المتوجة.
 
فهي امرأة جميلة ، وطلية القوام ويعطيها رونق البشرة السوداء بهاء أبنوسيا فخما فهي تنفي بكل قوتها الرفاهة الأنثوية ، وتتحداها لتبدو أقسى من شغل كرسي الامن القومي في بلاد تنام وكابوسها الذي يطاردها في كل نومة هو القلق الأمني لذا فهي لا تترك عاصفة تمر في اروقة البيت الابيض ولا في مسارح العالم الا وتكون ممتطية صهوة جياد الريح الغاضبة...
 
ثم هي لا تبتسم أبدا وكان نعومة البسمة النسوية وصمة لابد من سحقها لو حاولت ان تستيقظ أنها تصارع قدرها الانثوي بصلابة عنيدة وبعقدة مازوشية تتسلح بكل دروع الصلابة التي تحمي اللحم الغض حتى لا يبوح بانوثته ثم انها من سلالة ذاقت العبودية كحتم قهري إثني في كل بقاع العالم، وبالذات في امريكا التي قتلت ثائرها العبقري المسالم الأسود مارتن لوثر كنج لانه صرخ ذات يوم بأنه يستشرف حلما وهو حلم الحرية والمساواة..
 
وأمريكا بإرثها في الولايات الجنوبية عانت أحط أنواع النخاسة والسخرة في اواسط ستينيات القرن العشرين قتل صبية سود لانهم غطسوا في بركة ماء يستحم فيها البيض ونعرف كلنا انه من عقود بسيطة لم يكن مقبولا ان يجلس أسود في كراسي البيض في الصفوف الأولى من الحافلات.. تتصرف الآن هذه المرأة بعنجهية يمينية تؤهلها لعضوية الكلوكلكس كلان لو هم قبلوا انها لا تترك مناسبة الا وتناصر فيها اليهود وتغين العرب. وهي تغين في طريقها شريحتها السوداء المناضلة للكرامة في ولايات امريكا ، وتظلم تاريخا مقهورا للامريكيين الافارقة وتظلم أطر العدل وتظلم كل مقومات الأنثى الجميلة.
 
لقد سماها والدها باسمها والتناقض الصارخ فاسمها- يعني بالبرتغالية اللحن الرقيق!!