لو كنت معي
سنة النشر : 27/05/2002
الصحيفة : اليوم
(منذ زمن بعيد قرأت قصة انجليزية مازالت حاضرة في الذاكرة هدفها ألا يفرط الإنسان في علاقة مع شخص نذر نفسه للآخرين.. وإلا..) اقرأوا هذه القصة...
لقد ربطت علاقة جميلة مفعمة بالحب شابا وشابة ، على أن الشاب كان كثير التذمر من نزعة محبوبته الى الهرع المساعدة الآخرين ، ويرى أن هذه النزعة قد وصلت الى حدود لا يحتملها. وانها تعصف بكل العلاقة التي تربط بينهما.. بينما ترى الفتاة انها بطبيعتها تحب مساعدة الناس ولا تستطيع لهذا الامر تبديلا.
بل ان هذا هو الذي دفعها لاختيار مهنة التمريض لكي تنقذ الناس وتعالج المرضى. وهي تقول دائما لفتاها: أن معنى ذلك اني لا املك الا الحب وهو بضاعتي على اني اعطيتك راضية معظم هذا الحب ولا ارى المحبة للناس الا من خلال محبتي التي تمدنى بعدد من هذه الطاقة النورانية.. وانا اسعد البشر لاني اهيم بك فزادت محبتي لمساعدة الناس. اثرى انت مصدر كل هذا الضياء الخير... على أن الشاب وان لم يقل شيئا الا ان نظرات عينيه لا تنبئ عن أي نوع من الارتياح.
كانا على موعد في يوم في حديقة كبيرة غناء في إحدى جهات المدينة ، وما كانا يتقابلان حتى سمعا أصواتا وصرخات تطلب الإغاثة.. وجاءت فتاة تجري والهلع يأكل تعبيراتها بأن اباها سقط بذبحة صدرية.. أفلتت فتاتنا بد فناها لتلبي نداء الاستغاثة ، الا ان الشاب جريدها بعنف قائلا: ان تركتني وذهبت فاعرفي ان هذا آخر لقاء بيننا لا شأن لنا بالرجل دعيهم يطلبوا- له اسعافا... ما تقولين؟
نظرت اليه بحزم وانبهار والدموع تندرج على صفحتي وجهها.. ولم تقل شيئا لم يكن اي كلام بقادر على التعبير على أي حال أفلتت يدها بكل قوتها وراحت تجري المساعدة الرجل المريض... مرت سنوات لم يلتق الحبيبان منذ ذلك الحادث ، وانتقل كل منهما الى مدينة أخرى في يوم رن الهاتف في شقة الفتاة وفوجئت بصوت فتاها الذي تخلى عنها يقول انني في زيارة لمدينتك هل لي ان التقي بك أن لم تكن هناك موانع شخصية ؟ وردت عليه بأنها مازالت تعيش بمفردها ولا يزعجها ذلك. ، وحددت مكانا معروفا للقاء.. ولا تدري لماذا أذاها وضايقها انها لم تسأله.
إن كان قد تزوج ثم انكرت على نفسها هذا السؤال... لما التقيا قال لها: لقد فقدت أبي ولن اسامح نفسي ردت عليه لماذا ؟ هذا قدره قال لقد كنت معه في متنزه ثم سقط مغشيا عليه بذبحة صدرية.. لم يسعفه احد فمات في مكانه.. أه. لكم اتعذب لو كنت حينها معي؟