أقوى من قدرة القرار.. العودة عنه!
سنة النشر : 20/05/2002
الصحيفة : اليوم
لم أعرف الدكتور عبد العزيز الحارثي معرفة شخصية من قبل على أن ظرفا قريبا جعلني اخرج بانطباع بأنه ليس كفاءة جيدة فحسب، فالإداريون القديرون كثرة.. ولكن الهم ضمير لا ينام.. هذا النوع من الضمائر لا تلتفت في أمرها الا الى جهة السماء هؤلاء الناس ندرة ولن تجد لهم مكانا افضل من أن يسهروا على تربية الأجيال الطالعة ولقد كتبت نافذة عن عقاب البنات اللاتي ثرثرن الكترونيا وتعرضن لمدرساتهن ولم اكن معترضا على العقاب كاداة تربوية ولكن كنت اعترض على العقاب الذي يفوق العمل فيبقى ندبة مشوهة النفسية التلميذة لا تذهب مع الزمن.
ومازلت ارى الرأي ذاته ولم اغيره ولكن انتهج الدكتور الحارثي خطا رائعا هو خط من نور لابد ان يضاء في اللوحة الادارية في مجمل التجربة الادارية للامة وكنت قد قلت ان الجميع يخطئ بل يخطئ العاملون الجادون انما الوقفة مع النفس والتصدي لها بغض النظر عن كل الاحتفالات المنصبية والعودة عن القرار جهارا نهارا وبلا تلكؤ او المرور في مرحلة غسل القرار هي اذن وقفة ادارية عملاقة وشجاعة.. ونعرف لماذا الآن رجل مثل الحارثي (يعتلي) هذا المنصب ولا اقول فقط يملاه.
على ان هناك شيئا مهما وهو ما لا تعرفه على وجه اليقين لأنه في ضمير هذا المسئول المهذب وهو ربما اقول ( ربما) كان الرجل مازال مقتنعا في قراره لأنه من النوع الذي يدرس الخيارات ولا يقر بالسطوة العاطفية.. ولكنه قد قام بعمل فيه احترام عميق لآراء كثيرة.. فكانه يقول: لو كنت صائبا وهذا ما أرجوه فما بال كثير لا يرون ذلك فمال إلى أخذ الرأي الأكثر بدون الاستئثار والتعصب لرأيه.. أقول لكم هذه صفة نادرة.. مع أن قراره صائب في العقاب ولكن كان الاختلاف في درجة العقاب احذر البنات الثرثارات من أراجيف الدردشة الالكترونية وهي ثم عظيم ، والنميمة يعاقب عليها من يدير كل الكون وليس من يدير مدرستكن واهنئهن ليس على عودتهن الى المدرسة النظامية ولكن على ان الذي يدير التعليم هنا هو الدكتور الحارثي.