مساواة مع من؟

سنة النشر : 18/05/2002 الصحيفة : اليوم

 
"المرأة التي تبحث عن المساواة مع الرجل ينقصها الطموح"
 
ولم أجد أصدق من هذا الكلام ولم أجد أكثر منه حكمة.. وعندما رحت افكر كثيرا وجدت أن المرأة أن ارادت ان تثبت التهم التي تقول أنها أقل مقدرة وانقر موهبة واضعف احتمالا وانها مهمشة في الحياة ، فما عليها الا ان تقع في هذا الفخ الذي ينبت منطقا كل هذا، أليس من المنطق أن الأقل هو الذي يحاول ان يساوي نفسه بالاسمى..
 
اذن حكمت المرأة -التي تسعى الى المساواة مع الرجل- بأنها اقل فان رضيت نسبة هائلة من النساء بذلك.. فمن يعرف القدر الحقيقي للمرأة فلن يسعده ذلك ؟ الرجل يتميز عن المرأة بحجمه ، وبكتلته العضلية ، ولا يزيد في صفة انسانية واحدة عن المرأة.. لم تعطه الفسيولوجيا الربانية عقلا اذكى بل ان الرجل منح من الصفات البدائية أكثر من المرأة.. لذا ترى ان العدوانية ابكر عند الرجل في مجمل الاحوال كما ان الرجل أقل عرضة لاخطار الخارج لانه اقل اغراء للاعتداءات من المرأة..
 
فاللص لا يسرق حجرا صخريا ، وانما تمتد يده على الحجر النفيس. لذا لن نفهم ان يطالب الاخير بالمساواة مع الأول كما ان الرجال في أول حيواتهم الباكرة في العمر المجرد من النظرة الذكورية وتبعاتها السلوكية يفضل المرأة كثيرا عن الرجل اي ان الغريزة الانسانية تميل الى المرأة أكثر.. الاطفال من الجنسين يتعلقون بأمهاتهم أكثر من آبائهم.
 
كل رجل مرّ في فترة كانت حاميته الكبرى عن كل اخطار العالم امرأة الأم ولم يجد أعظم رجال الارض نبينا- عليه افضل الصلاة والسلام- لحظة لطرفة عين لينبه كل الامة بتفوق الام ثلاثا عن الرجل وهي اذن اقرب باذن الوهاب الى الجنة.. فأعجب اشد العجب من أن تحاول المرأة المسلمة يطلب المساواة مع الرجل... وكأنها تطالب بالنزول من السلم درجة من درجتها الاعلى من أجل عين المساواة وعندما اقول المساواة فهي الفهم العام بأن تعامل المرأة في كامل اوجه الحياة مثل الرجل.. وهذا ما لا يستقيم وبالمشيئة العليا ، على أن المطالبة بالحقوق أمر لابد ان تحصل عليه المرأة كاملا غير منقوص.. وهذا نداء للرجل قبل المرأة!