رسالة صاخبة 2

سنة النشر : 13/05/2002 الصحيفة : اليوم

 
قلت في الحلقة الامسية ، أن السيارة انقلعت من امامي بعد وصلة رقص ثائرة مع موسيقى صاخبة تصدع لوح الارض.. وبعد ان هدأت من اللطمتين السمعية والبصرية.. تأملت في الخطين السوداوين بعد صرير عجلات العربة ووصلت الى ان الصبية ارسلوا للمجتمع ولي رسالة صاخبة.
 
إليكم الرسالة التي لم يقولوها ، ولكنها لامر غامض انسطرت بوضوح على صفحة الضمير أنت ومجتمعك نسيتمونا تماما.. وليت الأمر كان نسيانا في كل الأحوال ، بل رغم النسيان المسدل على وجودنا وحقوقنا ، تاتي أوقات لا يكون في بؤرة ذاكرة هذا المجتمع إلا نحن نعم يتذكرنا المجتمع كافة ، كطفيليات تمتص الاخلاق والعفة من البلد ، يتذكروننا كحشرات وحشية تتجرع دماء الحياء ، يتذكروننا فقط كطاقات من القنابل المتفجرة ، يتذكروننا فقط كا عصارات من الشبق والغرائز المفتوحة لذا تصد أمامنا كل الابواب... يتدحرج الشباب مع حجر الشارع ومع غبار الميادين لأنهم ( عزاب) هذه الكلمة التي رموا بها عذاب أبدي حتمي. نعم عزاب وكانهم رسل الخراب.. السكن ممنوع لاننا عزاب.. ولا حل... المجتمع نطق بالحكم ونفذه فلا يقبل النقض. فسحات الاوقات سدت امامنا كل مكان تقف هذه اللوحة السرمدية وكانها تبصق في وجوهنا ككائنات تأتي من الانفاق والكهوف المظلمة هذه اللوحة هي ممنوع دخول العزاب) الا يذكركم هذا باللوحات العنصرية التي تعلق في جنوب افريقيا العنصرية واوروبا الفاشية والجنوب الامريكي
 
( ممنوع دخول السود
 
نحن في المجتمع حثالة من المتهمين على ان براءتنا لا تثبت أبدا الجميع يتوقع متى نقع في الخطأ فترفع السيوف التي كانت مشهرة أصلاء. لذا نعبر بأصخب الاصوات ، ونقوم باعنف الحركات لعل المجتمع يرانا ويسمعنا «فيفكر في وجودنا أو بالاحرى حقنا في الوجود»... هذا ما رأيت في الرسالة التي اراد الصبية ان يوصلوها.. ولما جاءتني مجموعة من الشباب النابه المتطوع يحدثونني عن قافلة الخير).. اطرقت اغالب دمعاتي وقلت بخاطري ( ايها الصبية الاعزاء.. هناك الآن من يقرأ الرسالة).