لو كان الطلاق رجلًا

سنة النشر : 07/05/2002 الصحيفة : اليوم

 
جاءتني هذه الرسالة أنقلها لكم دون أن أتدخل في سياقها سوى تصحيح عباراتها.
 
اكتب لك هذه الرسالة بعد ان ضاقت حياتي وكنت أقرأ لك كثيرا بعض كتاباتك تهزني عاطفيا ، وبعضها يطلق دموعي ودموعي في كل حال لا تقف حتى في العطل الرسمية... وبعضها يضحكني... وبعضها لا أفهمه على الإطلاق... ربما لصغر سني.. ولقد قرأت لك مرة مقالا أضحكني وأبكاني... هو من تلك القطة التي أبدعت في شرح تعلقها بك حتى حسبتها أنا أنك تتحدث عن ابنة وليس مجرد قطة...
 
وهنا انعصر قلبي وحزنت على نفسي... تمنيت لو كنت قطة فقط لكي يعطف احد علي فأنا لا اذكر ابدا أن يدا حنونة مسحت على رأسي ، أو عينا حانية رعتني.. أنا فتاة في الرابعة عشرة من عمري تطلق والداي منذ زمن.... منذ تطلقا، تزوج كل منهما في الحال وكأنهما قد رتبا لذلك... ونسيت انا تماما.... صرت مثل الكرة انتقل من بيت الى بيت البيت الذي ادخله لا يحفل بي أحد وعندما أخرج منه لا يدري عني؟ أحد... بل المحاولات الآن لتزويجي ولو لأي كان فقط يريدون ان يتخلصوا مني ، دون أن ينتقدهم المجتمع.
 
صرت أمضي وقتا أطول مع جدتي التي لا تستطيع الحركة في الحقيقة أخدمها مقابل أجر شهري من خالي الذي يغيب اكثر من عشرين يوما في الشهر لظروف عمله...
 
جرى المال في يدي وغابت الرقابة عني مع الوقت تركت الصلاة ، وتعرفت على فنيات عرفتهن عرضا في سوق (....) وأمضينا الوقت تتنقل من مقهى الى مقهى وجربت- أول سيجارة في حياتي وتلقيت برضا وابتسامة أول رقم هاتفي من شاب... وتواعدت مع الفتيات في الغد لما عدت مساء المنزل كانت جدتي تبكي وبكيت لبكائها.. ولان لا أحد يكترث لغيابي وفي فرط يأسي تناولت شريطا مركونا عندي من صديقة متدينة.... لقد كان الشريط أبي الذي فقدت وأمي التي منها حرمت وهما أحياء ولما جاء الغد صليت... ولم أذهب للفتيات اللاتي واعدت...
 
وهي رسالة طويلة ، ولا تحتاج مني تعليقا... ولكن سؤالا واحدا. لكل مطلق ولكل مطلقة. تطلقتما ثم ماذا عن بناتكما وأولادكما ؟ سؤال ثان ماذا لو ان الفتاة ذهبت في الغد.. واستنشقت السيجارة الثانية واستلمت ورقة رقم الهاتف الثاني؟!
 
لا تسمعوني الجواب!