هذا العدو المقيم على قلوبنا 2
سنة النشر : 12/03/2002
الصحيفة : اليوم
وسبب هذه السمنة لدى الأطفال ليس برد استعداد وراثي وان كان عنصرا مساهما مهما ، ولكنها في انتشار هذه الوجبات السريعة، وبدء اختفاء الطهى المنزلي وبساعات المكوث امام التلفزيون والعاب الفيديو والكمبيوتر وانتهاء عصر الالعاب الحركية التي كانت سمة الطفولة من بدء الخليقة.
وللحد من ذلك لابد من توعية جادة ومتواصلة للأسر، واعادة الأهمية للحصص الرياضية في المدارس للجنسين وزيادة أوقاتها ولو على حساب بعض النشاطات الاخرى ووجوب مشاركة كل الطلبة فيها، وعلى الأسر تشجيع الابناء على المشي اليومي لكل صلاة والتقليل وبحزم من عدد ساعات مكوث الأبناء أمام التليفزيون والكمبيوتر ( ساعتان كحد أعلى وطبعا مقاطعة هذه المطاعم التي تعلف الابناء شحماء حتى ولو ركبنا موجة المقاطعات الهابة علينا الآن... انما بشكل دائم والسمنة من أكبر خسائرنا الاقتصادية فهي مئات الملايين في الرعاية الطبية ولي خسارة الانتاج لان مجتمعنا صار يتحول تدريجيا إلى كائنات تتمدد افقيا وقد عرفنا رجلا من رجال الاعمال الناجحين وكان كتلة من العقل المتوقد وبنى عمالا واسعة غير انه كان سمينا ثقيلا بطيئا وادت السمنة وللاسف الشديد الى اصابته بجلطة لم تمهله توقفت حياته..
وتوقفت اعماله وتعرف عن كتب لاعب كرة قدم قال لي مدربه انه اعظم من رأى في البلاد في مهاراته العجيبة بالتحكم بالكرة وكأنه يجذبها بمغناطيس ولديه مرونة في التجاوز لاتباري، وتعب مدربه من شراهته المطعم وزيادة وزنه المتصاعدة، وانتهى صغيرا فحتى مقعد الاحتياطيين لم يعد قادرا على حمله وخسرنا لاعبا كانت المؤشرات تؤكد انه سيكون في قمة اللاعبين الكبار.
سنتخطى مخاطر السمنة كاحد القتلة المطورة التدخين. ونحتاج تدخلا سريعا من اجهزتنا الصحية للتوعية ضد هذا العدو الذي لم يعد قادما بل مقيما بيننا وعلى اجسادنا وعلى حيويتنا الوطنية العامة.. أنتي نادي وباصرار باسبوع سنوي للتوعية ضد السمنة ومانا انهيا المقال بعد ساعات من الجلوس على مكتبي قراءة وكتابة وطباعة.. وان اشفط كرشي حتى لا تلتصق بالطاولة