هذا العدو المقيم على قلوبنا 1
سنة النشر : 11/03/2002
الصحيفة : اليوم
كان هذا الصبي عدنان الذي تعرفت عليه عرضا أحد المطاعم ، تلك التي تقدم الوجبات السريعة ، يدعو للرثاء والمشفقة فقد كان بالكاد يستطيع أن يحرك جسده الضخم الذي ربما يتجاوز ثلاثة أضعاف طفل في سنه وكنت اسمع صوت شهيقه تصيدا للهواء وأنا على ، ولما جلس والده بجانبي تبادلنا الحديث، وجاء بطبيعة الحال الحديث عن ابنه.
وشكا لي كثيرا وتبين أن عدنان هو مشكلة حياته العدنان لديه ميل لا يقاوم للأكل ، وزاد من حدة الوضع عدم قدرة الام على رفض أي طلب للطعام وباي كمية لابنها ويتابع متحرا: هل تعلم أن الولد موقع بالمكرونة ، وتحافظ زوجتي على ذلك في كل الوجبات.. حتى الفطور أشرت على أبي عدنان بأنه لابد أن يقابل طبيب أطفال.
أشار الطبيب إلى أن السمنة قد أثرت على القلب ولا بد من حمية وتدخل سريعين داخل المستشفى بعد عدة أيام زرت العدنان في المستشفى حيث وضع تحت حمية شديدة تحت المراقبة الطبية وجدت عدنان طفلا مشرقا في غاية الذكاء ، هل ذهبت يوما للمطاعم والأسواق التجارية والمتنزهات وشاطئ البحر وتأملت في الأطفال ستلاحظ أن كثيرا منهم بالكاد يستطيعون حمل أجسادهم.. وهذا ذاب عليم في حق أطفالنا وفي حق مجتمعاتنا وفي حق أسرنا حالة السمنة الزائدة التي صارت تتفشى عند الأطفال ليست مزحة على الإطلاق بل إنها من أكبر مهددات الصحة ، وربما للحياة ؟ وعندما اقرأ بحوثاً في المقالات الطبية عن مخاطر سمنة الأطفال أنهول بالفعل ، ولو أدركت أم عدنان هذه المخاطر حملتها قدماها من الرعب تؤدي السمنة المفرطة عند الأطفال الى امراض كثيرة وعصية وبعضها مزمن أي قد يبقى مدى الحياة فهي تأثر على القلب وقد تسبب له وهنا دائما ، ويسبب تراكم الشحوم على القيد.
في أدائها وفي حالات يقود الى تليف الكبد مع الأمراض الصالحية بل وجد الأطباء مؤخراً شيئاً غير سار بالمرة ، لقد اكتشفوا مريض السكري النوع ( ٢) لدى بعض الأطفال المفرطي البدانة النوع ٢ وهو الذي لا يستجيب فيه الجسم طبيعيا للأونسلين ، وهو معروف أنه نوع يصيب الراشدين! والنوع ( ۱) هو الذي يفشل فيه الجسم بصنع الأونسين ويصيب الأطفال وصغار السن) وهذا النوع أكثر صعوبة لدى الأطفال ويؤثر سريعاً في أعضائهم الحيوية مثل القلب والرئة ويساهم في الفضل الكلوي.
ويلاحظ لدى الصبية السمان نوع من الخناق وهم نيام فيرتفع شخير قوي منقطع يفعل هذه الطبقات من الشموم حول الحنجرة فشهد طريق الهواء إلى والرئتان الرئة مسببة نقصاً مزمناً في الأكسجين ، ومع الوقت تلف وهذا غير ضغط الدم المرتفع ، وأمراض لا نود حتى ذكرها بكلمة صارمة وحذرة سمنة الأطفال وبال على صحتهم وعلى حياتهم وعلى نفسياتهم. أذكركم أنه بعد خروجي من غرفة عدنان فوجئت بأن الممرضة المراقبة تمنع أم عدنان من دخول غرفة ابنها، فكان بد اعترض على تصرف المعرضة الغريب.
إلا أن الممرضة ردت. قائلة: إنها تهرب المكرونة إلى طفلها ، صحيح.. من الحب ما قتل