الأستاذ جابر
سنة النشر : 19/02/2002
الصحيفة : اليوم
أحمد له اهتمام خاص بالكهرباء ويحب إصلاح الأجهزة الكهربائية ، غير أن فرص العمل المناسبة لم تتح- له ذهب أحمد ذات يوم إلى صديقه عبد الله وهو أيضا لا عمل لديه مع أنه مولع بأعمال النجارة وعمل منقطع) في أكثر من منجرة ، وكان متواجد ايضا جار عبد الله الشاب سعيد وهو ماهر في أعمال السباكة بعد أن تعلمها- وعمل بها مع الشركة الإيطالية التي أنهت أعمالها قبل وبقي عاطلاً منذ ذلك الحين.. مع الحديث يتلو الحديث ومناقشة الهموم لمعت بينهم فكرة وعزموا على تنفيذها..
اتجه الشباب الثلاثة إلى مقر الغرفة التجارية التي تبنت بجدية مشروعاً لتنمية الأعمال الصغيرة جدا لدرء البطالة عن الشباب الجادين في إيجاد فرص العيش... قادهم شاب دمث حسن الهندام إلى الأستاذ جابر، وهو الشخص المناط به إدارة المشروع ابتسم السيد جابر عند قدوم الشباب الثلاثة ولم يضيع وقتاً، وأخذهم بلطف جم إلى غرفة اجتماعات صغيرة، وتحلق الرجال الأربعة | حول الطاولة الدائرية وبدأ أحمد الكلام فقال: لقد اتفقت مع أصدقائي على مشروع صغير نديره وتنفذه معاً.
فقد لاحظنا أن المنازل في مدينتا تحتاج دائماً لأعمال الصيانة والإصلاح عندما تتعطل ثلاجة أو فرن يضطرون لأخذها لورش الإصلاح ، وعندما يحتاجون الصيانة وإصلاح الأثاث فإلى ورشة التجارة والبحث عن السباكين مثل البحث هذه الأيام عن الفقع في البراري الجافة.. لذا اتفقنا على شراء شاحنة صغيرة مع المعدات اللازمة ونطوف المدينة لتقديم هذه الخدمات داخل البيوت- بسهولة وبأقل الأسعار بعد التنسيق مع صاحب البيت...
أجاب الاستاذ جابر بعد أن رفع حاجبيه الدقيقين برضا كبير: عظيم عظيم، ثم رفع السماعة بحماسة وخاطب وكالة سيارات تم التنسيق معها من قبل واتصل بالمتجر الكبير الخاص بالمعدات قدير أمر السيارة والمعدات ثم ناقش مع الشباب الثلاثة طريقة العمل والسداد. مضى على شركة الشباب الثلاثة أكثر من ستة شهور وصارت لديهم قائمة من العملاء المنتظمين وسارت الأمور من حسن إلى أحسن والآن يطوف مدينتنا كثير من الشاحنات التي يعمل فيها عشرات من الشباب الذين كانوا يوماً عاطلين ويقدمون أعمال الصيانة المختلفة وأراحوا أهل البيوت من عناء كبير....
على أن أحدا أيقظني من النوم قبل أن أشكر الاستاذ جابر!!