وجهنا كما نراه

سنة النشر : 18/02/2002 الصحيفة : اليوم

 
ما الذي تغير علينا بين عشية وضحاها ، لماذا كل هذا العداء الذي اقامه العالم علينا بعد ان كنا من حمائم الأرض وبعد ان كنا من أكثر المخلوقات وداعة على سطحها ونطير عبر العالم مثل الفراشات الملونة بين المطارات طلبا لرحيق السفر بين دولة وأخرى. وهو كما قلنا عداء عالمي وليس فقط امريكيا.
 
ومع اننا نحاول أن نبين وجهة النظر السعودية في الميديا الامريكية الا ان هذه بنظري جهود ستطير مثل قبض الريح. هل ما اقوله فيه نوع من تكسير المجاديف كما نقول في الساحل الخليجي؟ او اني اضع العربة أمام الحصان؟ طبعا انفي ذلك نفيا قاطعا. نعم من المفروض ان ادير حوارا منطقيا وان اكون مجيدا ما أمكنتني الاجادة في اقناع الطرف المقابل ولكن على شرط رئيس وهذا الشرط هو أن يكون هذا الذي مقابلي لديه الاستعداد للاقتناع ان لم يتوافر هذا الشرط فالحوار معه ضرب من ضياع الوقت والجهد والمال.. لانها محاولة عبثية.
 
من قال اننا يجب أن نحسن صورتناء امام العالم ؟ هذه الكلمة بالذات هي اتهام نوجهه لانفسنا ، وكأننا نقول أن شكل صورتنا غير حسن فلابد ان نستعين بخبراء التجميل لاضافة ملامح الملاحة والحسن اليه واني ادعي أن وجهنا جميل وسيبقى جميلا.. أو انه جميل في نظرنا وفي قناعتنا وان لم يقبله الناس فليس العيب فينا.. وتأكدوا لو انهم عابوا في وجهنا قبحا.. فليس أكثر من القبح الذي في وجوههم لا يجب أن نصرخ في واد لا نسمع فيه صدى او ان ما تسمعه هو تردد صراخنا في جنباته.
 
لقد قررت امريكا ان تعادينا وهي تعلم حقيقتنا تماما ، ولكن عقولها المتسيدة تدير حملة مقصودة ، فلقد رأيت وقرأت رسوما ومواضيع تصور المملكة وكأنها قوة ضخمة تعلي أوامرها على أمريكا المغلوبة البريئة المنصاعة.. قل بالله عليك من يدخل معهم بحوار حول ذلك الا ان ركبنا موجة الجنون ذاتها... ولما عادتنا امريكا عادانا بقية العالم التابع معها بل وتجاوزها في العداء ، فهذه سنغافورة التي تستفيد من أموالنا | باكثر من وجه تصفع علاقتنا معها بقرار لا يقل سخافة عن سخافة المعتوهين السياسيين.
 
لقد قررت امريكا ان تصور الفراشات الملونة وكانها نسور تنقض من السماء ، وهذا شأنهم... ان كان لنا أن نوجه الجهود الإقناعية الى شيء فإلى تعزيز التضامن الداخلي والاسلامي ، فالحرب مكشوفة ومعلنة.. وايضا أن نصر على كشف وجهنا الجميل أمام العالم أجمعين.