السيد "بريليوم"

سنة النشر : 17/02/2002 الصحيفة : اليوم

 
لأن صاحبي هذا فيه من الصفات التي تجعله من اندر النوعيات بين الناس فقد اطلقت عليه هذا الاسم.. منذ عقد من الزمان وتربطني معه هذه العلاقة النادرة العلاقة التي تجعلك دائما قويا امام صعوبات الحياة لانك تعلم انه سيكون هناك ليهدىء انطلاقة مندفعة في منعطف ملتو وانه شيء مثل شبكة الحياة تحتاء وانت تسير على حيل الدنيا المعلق بين شاهقين.
 
ولم اجد له أكثر مطابقة من هذا الاسم.. أحببنا الاسم معا. احببته أنا لهذا التطابق واحبه هو لانه احب رنة الاسم... ليس إلا... و البريليوم، هو أحد العناصر النادرة ، وصاحبي هذا نادر في كل صفاته التي تجعله فارسا شهما وكان همه ان يرفع الهم عن الآخرين ، ونفحات التفاؤل التي يضعها زهرة فواحة في كل نفس كتيبة.. و"البريليوم"، أخف من هذا المعدن الرشيق « الالمنيوم» وزنا ، ولكنه أكثر منه صلابة، وصاحبي هذا نحيف القوام كخط هندسي ولكنه في صلابة الماس من الداخل ، ولما زرنا معا دارا للأيتام كدت ابكي تعاطفا مع الارواح البريئة الصغيرة، بينما ثبت صاحبي وترك المكان تداعيات وضحكات الصغار تضيء الحياة.. وكنا ننهار.
 
مصيبة نيويورك، ولما ضاعت منا الرؤية، رفع مشعلا وقال: النار تحرق اولا ثم تضيء ، ولم ننس له هذه الشحنة من التفاؤل العبقري الذي جعلنا نتلمس رؤوسنا على اكتافنا ثم نحاول الفهم والقراءة في المستقبل بتفاؤل مثل اليقين... و البريليوم ، يقاوم عناصر التحلل ، وهذا فيه من صاحبي فقد تحللنا كليا مع يأسنا من قضيتنا الفلسطينية ، وجاء البغل اليهودي شارون ، وساءنا ما ساءنا.. حمل صاحبي يوما صورة البنت.
 
وفاء... وقال انظر الى هذا الوجه القمري الجميل ، وانظر الصفاء اللبني والورد المنثور على الوجنتين. هذا الوجه سنراه خالدا هكذا لانه لن يهرم ولن يشيب سيبقى نبعا من الضياء.. وفلسطين لن تنتهي كما ترى ولو كلنا انتهينا وسادنا هذا الامل الجليل.. ويتحد البريليوم مع العناصر المختلفة ، وصاحبي يتحد في كل لحظات الحياة المحرجة والحزينة والمخيفة ليحيلها شموسا تنير الدروب.
 
ويقول لي نحن من أكثر العناصر اتحادا مع الكون.. لاننا نعرف الله.. ولا تعرفون صاحبي السيد بريليوم » ، وانا اسف من اجلكم فأنتم تعرفونني انا.. السيد صدأ الحديد.