ما رأته عيني، وسمعته أذني
سنة النشر : 05/02/2002
الصحيفة : اليوم
كان المراهقون الأربعة في ركن المقهى ورمقتهم بجانب عيني وأنا أحمل كأس القهوة متجها إلى حيث سيقتني زوجتي وكان لابد أن يلفت انتباهي لباسهم الغريب ( بالنسبة لي على الأقل) كان الأولاد الثلاثة يعتمرون قبعات من الجينز ولم يبق حرف من كل أبجديات العالم إلا وكتب عليها وبكل الألوان التي توصلت إليها مدنية الإنسان ثم كنزات من الصوف الملون والتي تتراخي بخيوط متشابكة إلى حدود ركبهم.. وهذه السراويل ( الباجي) اللماعة مع أحذية جيشية أما الصبية المراهقة الصغيرة فكانت تحيلة شاحبة بشعر منسدل لا يخفي هذه الطفولة التي تحاول هي أن تخفيها.
يبدو وكأن المراهق الذي يحمل سيجارة لم تشتعل خجل أن. يدخن أمامي على أنني علمت فيما بعد أنه لا يحمل ولاعة فكان لابد أن يتوجه لمجموعة من البنات الشابات المنضويات بالزاوية البعيدة من المقهى ولكن لماذا ؟ ليقترض منهن ولاعة لإشعال السيجارة.. والذي حدث بعد ذلك كان أمرا أشد عجبا على الأقل بالنسبة لي) فقد دعته الفتيات بأريحية وإصرار أن يشاركهن الجلسة بعد أن أشعلن سيجارته أه من الكرم هذا الطبع العربي الأصيل بل وطلبن منه دعوة بقية الشلة... قام الصبي الضخم وخلع قبعته محييا الفتيات من بعد.
وصرخت إحدى الفتيات البعيدات ياي قصة شعره مثل قصة مغني الراب « فلان الأحمق » بالإنجليزية المتأمركة. على أن الفتاة المراهقة النحيلة ردت على الضخم بإنجليزية صريحة بأنها لن. تذهب للفتيات لأنها لا تعرفهن فصرخ الضخم وسرواله يكاد يسقط من وسطه: انت مجرد ساقطة صغيرة ( نطقها بلهجة الشوارع الأمريكية) وهن ساقطات أعلى منك مستوى فلماذا لا- أنضم إليهن ؟ خرجت الفتاة الصغيرة من المقهى وسترتها العلوية- تكشف عن جزء رحب من الظهر الصغير ولحقها النحيل صاحب السيجارة الخارج.. ثم ضحكة مجلجلة بعد أن انضم الضخم مع مجموعة الفتيات الكريمات ( 1)... هذا لم يحدث في ساكر منتو هذا ما حدث أمامي من مجموعة من مراهقينا في مقهى بالخبر... ونحتاج لمربين للتوجيه حالا قبل خراب الدنيا.. على ألا تكون نصيحتهم لي بالا اتلصص على الناس