أحمد عدنان، وضاح الأدب

سنة النشر : 26/01/2002 الصحيفة : اليوم

 
كان وضاح اليمن شاعراً جميل الوجه. لم يكن من حظي أن أعرف هذا الشاب الذي اكتب عنه اليوم إلا منذ فترة قصيرة ، ولكنها عميقة جعلتني أفهم أخيراً نظرية الزمن عند اينشتاين نعم ا للزمن عمق وهو شيء غير امتداد الزمن الذي يطوينا كل يوم. وأول ما عرفته كانت علاقة هاتفية استمرت وقنا ، وكان يجيئني صوته مرحبا مؤديا ومصقول العبارة وعرفت انه واعي الذاكرة فهو لا ينسى حتى زفيرك الذي بين الكلمة والكلمة، ويستشهد منك عليه! وأول مرة اصدم بعماي التصوري في ربط الصوت بالهيئة الفزيائية الصاحب الصوت، فقد رسمته مخيلتي نصفاً في نهائيات ربيع العمر. وبنظارات مقعرة.
 
ومن أصحاب القوام الذي تظن أن جلدهم لا يكفي لتغطية عظامهم فقد التقينا لأول مرة وصدمت بمخيلتي وهذا السبب يا احمد انك رأيتني مفتوح الفم وأخاف انك ظننت فيني عنها او بلاهة ، وان زعم الزاعمون أنهما من صفات تكويني، إلا أنه في ذلك اليوم كان فمي مفتوحاً لوقع المفاجأة أحمد عدنان شاب بقامة منصوبة منسقة الألواح وفي طلة عمره، وجميل الهيئة بالملامح الوسيمة التي تذكرني بما قاله رحالة اسكتلندي في القرن التاسع عشر لما زار هضاب آسيا الوسطى فقد لاحظ ( هنا ترى أجمل البشرات في الأرض وهو مزهر البشرة بتقاطيع تلك السهول المنمقة التقسيم.. غير أن في جمجمته مولدا دماغيا | لا يهنا. وبلا شك أن احمد مثقف من الطراز الذي يولد مثقفاً ، وهؤلاء ليسوا مثلنا اقصد (مثلي) أدعياء فكر ومستعرضي محفوظات بل هم وجدانيون حتى النخاع وهذا النخاع هو أرضيتهم الثقافية التي يجدها محللوا المختبرات في الخارطة الجينية.. وهم نوعية نادرة مثل اشتقاقات الطبيعة فيهم وداعية البحيرات وفيهم مراجل البراكين.
 
لذا هم هادئون جداً ، ولما يسخطون فان حممهم تصل الى الفضاء ، لذا يذكرني بالأدباء الشباب الساخطين الذين ظهروا في أميركا. ويذكرني برقة واستغراب الفرنسي) الوضاح الوجه أيضا رامبو ، وفيه من مزاج كافكا.. ولأمر غير خاف يتصوف داخل المعري. احمد مشروع اديب كبير ومفكر حساس وصاحب قلب يذوب عشقاً ويخلص في حبه كما يخلص في كراهيته. وسأذكركم يوما عندما يضرب اسمه في سماء الثقافة كل ما أرجوه ان تتذكروا انتم. ورسالة بإذنك يا احمد ( النار هي النار ولو مع ، التي اختصرت كل نساء الأرض..
 
تنويه
 
كان مقالي السابق ، لماذا تبكي المرأة ٢٠ عبارة عن ترجمة بتصرف وقد أوضحت ذلك على أن جهاز التحرير عقل عن ذلك.