حرب المناهج
سنة النشر : 20/01/2002
الصحيفة : اليوم
مهلا مهلا.. علينا أن نفكر كثيرا قبل أن نخوض في مسألة تغيير وتعديل المناهج الاسلامية ، وما كنت سأتكلم في موضوع عظيم الحساسية مثل هذا ، فقد كنت أقرأ من زمن في الصحف والمجلات والكتب الاجنبية عن هذه الدعوة الماكرة في تغيير المناهج في مدارسنا وهم لو تعلم لا يقصدون تغييرا في المناهج بل انهم يسعون إلى تغيير في عقولنا ، هذا هو هدفهم منذ زمن بعيد وليس استدعاء المشاهد الاحداث بعد نيويورك.. ياجماعة هي حسابات قديمة.. ولن شهدا وقد تعتقد أن المصالح الغربية وتغير المفاهيم الدينية في الغرب غير الدافع القديم ، وأذكركم بأن الحروب الصليبية (الثماني أليست كذلك؟!) كانت قد عفت عليها القرون وكانت أوروبا في قمة ثروتها وتوسعها وفكرها المادي بعد الحرب العالمية الأولى كان يبدو أن الحروب الصليبية صارت نسيا تاريخيا وأول من نساها المسلمون آنذاك. ولكن عندما دخل الجنرال الفرنسي المنتصر (غورو) دمشق توجه مباشرة الى قبر صلاح الدين ووقف امامه بعجرفة المكللين بنشوة النصر.. وبحقد قديم وقال: (هاقد عدنا بإصلاح الدين)
ولكن أ، يصل التحدث في المناهج الاسلامية إلى أناس من بين قومنا واهلنا فهذا والله كثير. وأخاف انهم بلعوا الطعم على طريقة السمكة الخليجية القليلة الذكاء ( الهامور) لو أن المناهج هذه هي التي بنت هذا التيار الذي يسمونه ارهابيا، فلماذا لم تصبح كلنا ارهابيين ، ألم نشرب كلنا من نفس النبع ؟ ثم هل خروج فكر ( شكري احمد مصطفى) من أكبر المتعصبين والمكفرين في مصر الناصرية هي بسبب المناهج الدينية ومدارس مصر تكاد تنعدم فيها خصص علوم الدين مقتصرة على كتاب مبدئي هزيل... قد كانت هناك أسباب أخرى لظهور تيارات التعصب وهي اسباب تعرفها وقد لا تعرفها.. الذي نحن منه متأكدون انه ليس بسبب المناهج الاسلامية التي درسناها والتي مازلنا ندرسها.