أن تفتحي كوة مضيئة في السماء

سنة النشر : 12/01/2002 الصحيفة : اليوم

 
هي رسالة محاولة خلاص كتبت لي عن طريق صديق من انسانة تريد ان تعتق نفسها.. طلبت جوابا... إلا أني لست من حكماء الوعظ وكل زداي هو ما اقوله لها هنا:
 
... الذي يجب أن نعرفه هو كيف تحدد احترامنا لانفسنا بدون الابتذال بانفسنا وهنا كل سر المسألة... البعض مرتاح في الاساس لأنهم كتل من اللحم غاب عنها الكثير من الوعي العاقل والادراك المميز والبعض نشأ في بيئة علمته الكثير من القذارات ولم تعلمه يوما شيئا اسمه احترام الذات والبعض مرتاح لانه لا يؤمن اساسا في القدسيات ولا روح له تخاطب ما وراء حجاب الماديات ، فيعيش وجوديا ينهي يومه كما اتفق استعدادا فقط ليعيش يوما آخر وهمه فقط ان يدفع عربة الحياة ولا يهمه من يكون معه في العربة ومن يساهم في دفع العربة لان كل ما يهمه هو ان تستمر العربة في المسير. والبعض يخطئ ، ويؤلمه انه يخطيء وقد يغيب عن وعي الضمير والسلوك بدوافع قهر الحياة.. ولكنه يجد كوة مضيئة في السماء يخاطب فيها الضمير الاعلى فتتجلى له مع انوار قبة السماء اتساع التفهم والرحمة والحب لدى فاطر السماء..
 
وعندما كانت رابعة العدوية من القنان المرفهات عن القوم، الا ان نافذة صغيرة في قلبها كانت مشروعة الى سناء الحق فكان كافيا ان يتسلل منها خيط صغير من النور إلى أن صارت مخلوقا جميلا بديعا يفيض بالانوار... لقد لجأت إلى كتابة دعوة خلاصك لان هناك وخزا في ضميرك تعلمين عنه ولا تفصحين به انت تحملين عقلا يشع في رأسك ، كما تحملين ضميرا يشع في روحك.. وعندما اردت ان تخاطبي أحدا بصدق... كان عليك ان تناجي نفسك بصدق ، وروحك الى حيث غافر الزلات... الأهم أن تفتحي لقلبك كوة مضيئة في السماء.. ثم اتركي الباقي عليها