مقالتي المائة!
سنة النشر : 01/01/2002
الصحيفة : اليوم
هذه بعون الله هي المقالة المئوية الأولى من وضوح الشمس وستمر مجهولة مغمورة بلا حفلات ولا تنويهات مثل ورقة نقدية من فئة المائة ولكن من تلك التي تصور على الات النسخ فلا تعدو لها قيمة او انها من تلك السلاحف التي تطول اعمارها المائة ولا ينتبه لوجودها في جزيرة محمية احد في العالم الا تلك الحفنة الغريبة من البشر المولعين بتاريخ وبيولوجيا الاحياء.
ولكن هذه المقالة عزيزة على قلبي فهي اولا تعطيني شعورا غامرا في الامان باني بعد مائة مقالة منتابعة في هذه الجريدة مازلت مستمرا وكاني نجحت في ذر الرماد على العيون فلم ينتبه لقلة زادي أحد ، ولم يحتج على ضحالة فهمي احد... وقد أوشكت ان اخرج من البحر بدون قطرة بلل فلم يرتفع صوت واحد على ركاكة اسلوبي ولحن لغتي وهفواتي النحوية وتعدياتي الصرفية ويوحي لي غروري باني تفوقت على نفسي واخرجت المقالة المثالية لعدم وجود المحتجين ، بينما قد تكون الحقيقة هي ان احدا لم يابه حتى في انتقادها..
على أن في المقالات التسع والتسعين عالجنا الكثير من وجوه الحياة والعلم في التاريخ والطب وعلم الانسان وعلم السياسة ومناحي الادب والادب المقارن والفلسفة والفلك وغيرها. وكنت جادا متجهما احيانا وكنت جادا محاولا الضحك احيانا. كما كنت ضاحكا محاولا التجهم في احيان اخرى. وشهدت مقالاتي اعظم حوادث القرن وعشناها بكل جوارحنا وبكل كلمة في بعض المقالات بما حصل للعالم بعد سبتمبر.. وكان يهمني حال هذه الامة الاسلامية التي كانت هي الضحية دائما التي تذبح من الوريد ، ويوضع في يدها سكين الجزار لتتهم الضحية بانها هي السفاح وكانت كلمات من دمع ودم...
والآن سأواصل مهمة كتابتي فان تحملتموني مائة مقالة اخرى فهي اما تدل على عبقريتي » واما تدل على صبركم العظيم!!