قلق الصداقة الكبيرة
سنة النشر : 13/08/2002
الصحيفة : اليوم
من العالم الذي تعرف تاريخه بدورات أدخلته اتفاقا جديدة ، وأخرجته من أنفاق كانت من اجيال سبقت جديدة.. ولا يتملكني ذرة غبار من شك بأن العالم برمته يدخل نفقا جديدا ، بل نفقا قد يكون من امتى اتفاقه وأكثرها قسرا على المدرث وحينما تكون الانفاق القديمة التي دخل العالم فيها او خرج منها حدثت بالتواتر الظرفي ، والتقدم المتدرج في النشوء والحدوث.
الا ان نفقنا الخير أدخلنا فيه عنوة ، وبمفاجأة صاعقة لاتعلم لها نظيرا ولا شبيها... ومن الحظ ولا ندري من سوته أو حسنه يكاد يكون طرفاً هذا النفق هما المملكة وأمريكا. وايضا نتيجة الظروف التي زجت بالجميع ، وكانت تطيش بعقل الجميع ، وحيث إننا لم نلم أمريكا رسميا، فان أمريكا الرسمية ( بغير مباشرة مفهومة وأمريكا الاعلامية (ويمباشرة متجنبة) قد تجنت علينا.. وهو تكريس لهذه العادة الانجلوسكسونية في الحكم بغير نص القانون اذ ان التجربة تسبق النص... إذن فهذا وقت جاء ملزما لنا في التفكير وإعادة التفكير.... كيف نتعامل الآن مع الولايات المتحدة وأنا اقصد هذا التعامل الاجتماعي، تعامل الناس مع الناس ، وتعامل الهيئات مع الهيئات وتعامل الناس مع الهيئات وأنا لا أقصد التعامل الرسمي بين دولة ودولة، فهذه من الشئون الخارجية أو الداخلية التي يديرها العالمون بأمورها.
ولكن كما قلنا التعامل الذي هو على المستويات عكاظية والمصلحية والإجرائية نحتاج لمرشدي الطرق ذوي الحكمة والعقل والتعقل وهم من أكثر من فئة من هذا المجتمع، وبما أن الأمر يمستا جميعا فإن هيئة الإرشاد هذه من المنطق أن تكون من عناصر تمثلنا جميعا.. لكي ترشدنا إلى كيفية هذه الدولة التي هي عالم في حد ذاتها وان تنور لنا الطريق مجددا فأمريكا ليست كلها رأيا يخرج من البيت الأبيض أو من تحت قبة الكابيتول هول انها حقول وميادين وفئات ومجتمعات وأفراد وجماعات وجامعات وأعمال وتقنية. ولأن عدم التعامل معها قد يكون خيارا صعبا إن لم يكن مستحيلا فحاجتنا اذن ماسة لمن يلتقط أيادينا لتتلمس الطريق