الثمر والحجر

سنة النشر : 30/07/2002 الصحيفة : اليوم

 
لو كل كلب عوى القمته حجرا لأصبح الصخر ، مثقالا بديتار..
 
وحتى لا يرفع علي أحمد قضية فإني لا اقصد بالبيت اعلام شخصا يمينه فى القناة بعينها. ن اني لا ادعي شجاعة ولا جسارة ، ولكن الخوف أو التراجع ليس هو الذي يجعلني أعف عن ذكر الاسماء، ولكني على قلة عبرتي. قد عرفت درسا وهذا الدرس قد تلبسته تماما، ووعيته كامل الوعي. قائنا في كثير من الاحيان ان لم يكن كلها، تنفع من ينبحون بوجوهنا او ينهقون علينا بأن تردد اسماء هم وافعالهم حتى نشهرهم ونكيرهم وتعطيهم أهمية وانتشارا لا هم يستحقونها ولا نحن أردناها لهم من الأصل.
 
نحن دولة كبيرة في الحجم والمقدار وفي الاعتبار الوطني وفي الميزان الكوني ، كما اننا بلد ناصر القضية الفلسطينية رسميا وشعبها وسنظل تناصرها الى الرمق الاخير ونحن لا نشك في انفسنا مطلقا وبالتالي نتوقع أن نثار الاتربة علينا ولكن العملاق ينفض الغبار وهو يسير في طريقه إلى شئونه الكبرى لن ينزل الغبارة على الارض ليهرق قواه ووقته نفخها من الطريق ونحن ارتضينا طريقا رأيناه نامعا مشرقا ليس كما تراه طبائعنا ويقبله منطقنا فحسب ولكن كما تمليه العقيدة الراسخة ويتوشحه الضمير السليم يجب ان تعلم ان هناك مخلوقات تعيش وتنمو في الظلام من الطبيعي أن يؤذيها النور بل اقول لو ان هذه المخلوقات الظلامية هلك لنا لقلقت علينا تلقا عظيما الحقيقة كلما بالغ كائن الظلام في شتمنا لا. يعني هذا لنا الا ان كمية الضوء التي تنبعث من اعمالنا قد زادت.. وهي زيادة لا ريب في أنها تؤذي من تعود التلفع بالظلام، فشبهره حتى تكاد تعميه.
 
طيب لنقل ان كائنا من كائنات الظلام ذهب الى دار محاماة ليقاضينا ، فلن احك شعرة في رأسي.. فالقضية الخاسرة تحمل بذرة موتها معها ، دلوني على أي محكمة تخرج حكما بان تقفل مصادر الضياء قد يوجد المحامي وهذا أمر لا تستغربه ، ولكن لن توجد المحكمة، وهذا أمر نحن منه أكيدون. على انه احيانا تنصب لنا كائنات الظلام كمائن حقيرة ويؤسفني ان يقع أحد منا فيها بدافع الغيرة لان ذلك يعني اننا ستستخدم لغتهم ، وتعمل بأدواتهم ، وتنتهي طريقتهم. تنتهي بأننا نزلنا بمقدارنا ، واسففنا بقاماتنا تساوينا معهم. هذا ما لا تريدا بل أن هذا سيجعل المحامي كائنات الظلام دورا يؤديه، ويعطيه أسبابا تجعل قضيته تتلبس الوايا تدعيها. وان كانت لا تؤمن بها. الا نقول الكلاب تنبح والقافلة تسير هل تقف القافلة الهائلة وتتعطل مسيرتها لرمي الكلب الاعجف.. القافلة لا تقف والاعيف لا يستحق نحن شجرة كبيرة ارتاحت تحت ظلها كل الهموم العربية وهذا واقع مشهود مسجل وليس مجرد سيل كلام مليء بالصراخ ورذاذ الفم تبنينا كل قضية عربية من الغرب تبنيناها بعاطفة صادقة ومال محدود ودم مقدم وأن تتوقف عن عادتنا وهذا قدر الاشجار أن تأوي بظلها الجميع يقول مثل حكيم جداء تقاس عظمة العظيم بكثرة الغيورين الحاقدين ، وهذا صحيح وجود الموتورين مهم لنا انه يثبت وجود عظمتنا. ترجع الشجرة ونقول انه لا ترمي بالاحجار الا الشجرة المثمرة. ونحن شجرة- ولله الشكر- ذات ثمر وغير المهم الا نرمي الحاقدين بأثمارنا الثمر أهم وأغلى من الحجر!