غياب الأمن والضمير
سنة النشر : 15/07/2002
الصحيفة : اليوم
يشغل كل المجتمع الامريكي الآن قضيتان رئيسيتان القضية الأولى هي هذه الفضائح التي يسمونها البيدوفيليا pedophelia والثانية مسألة الاخفاق الامني الذي صعد الشك حول كفاءة اكبر مؤسستين للحفاظ على الأمن الوطني الامريكي نفي المسألة الأولى البيدوفيليساء تعني الميل الشهواني المنحرف للصغار وهذه من أكثر الشهوات الملتوية انحطاطا وسفالة في حد ذاتها وهي لما تظهر فانها تنتشر بروائح فضائحية عفنة ومقززة ولكن الذي عسف بالمبادىء الاخلاقية للمجتمع الامريكي ان هذه الفضائح انتشر خمجها من أروقة وصوامع الكنائس الكاثوليكية.. والذي صعق الضمير الامريكي ان ممارسة البيدوفيليا، كادت تكون ممارسة جماعية متكررة من الرهبان القساوسة وحاملي الصلبان في الابرشيات الكاثوليكية.
لقد هزت فضائح الممارسات الكنسية الخارجية كامل الارضية العقائدية الكاثوليكية بأمريكا ولقد تدخلت الفاتيكان قلب الكاثوليكية في العالم ممثلة في البابا مرجع الكاثوليكيين الأول على ان توابع الزلازل الاخلاقية الكنسية مازالت جارية. وفي المسألة الثانية هي المسالة الاستراتيجية القومية الأولى لامريكا ولأي دولة في الامن الوطني لقد تناثرت اتهامات صحفية ورسمية وشخصية في ان حوادث ۱۱ سبتمبر كان بالامكان تفاديها لو ان الوكالات الفيدرالية المتخصصة تبادلت المعلومات فجأة اكتشفت أمريكا ان ثقوبا واسعة في القماش | الامني الوطني تدخل من فجواته أكبر الطائرات ومازالت الصدمة والاتهامات ولجان المساءلة والاهم الخوف الذي يضرب أعماق النفسية الامريكية موجات في ذروة صعودها وعنفوانها... ماذا يبقى من أي مجتمع عندما يضرب في عقيدته وفي أمنه؟!