أن نعتمر فلسطين على رؤوسنا..
سنة النشر : 28/04/2002
الصحيفة : اليوم
كثر اللغط والحوار والحوار المضاد عن المظاهرات وجدواها على أن هناك حدودا تكون من الوضوح وسطوع الحقيقة بحيث لا يمكن المجادلة عليها إلا لأولئك المغرمة بالجدال ولعا رحبا بالجدال ، وتعرف أن هذه الفئة ليست بقليلة على أي حال. هناك أمران لا يجب الجدال حولهما لأنه سيكون حوارا- من نوع إن كانت الشمس مشرقة وهي في رابعة النهار في وجه السماء الصافي الأمر الأول هو التخريب والعنف ، والأمر الثاني هو حرية التعبير عن الرأي فيما) الجميع متفق حوله.
واعتقد أن التظاهرات ليست مقصودة بالرفض كهدف فليس هناك شيء يرفض بلا هدف وان من يرفضها | فإنما يرفضها للعواقب والنتائج التي تتفاقم بفعل خروج | الحماسة لبعض الجماعات عن عقالها ، فيتصورون لفترة. أنهم يقاتلون في ساحات الأعداء فيعملون تخريبا لبنية المدن مدنهم هما ثم تتفاعل الى صدام حقيقي لا يتأذى منه إلا أبناء الوطن وهذا أمر إذن لا تتجادل فيه فنحن لسنا بحاجة الى اعمال لا تفيد ضد العدو في شئ غير شق في الصف الوطني.
على أن حرية التعبير مكفولة للجميع ، ولا احد يقول غير ذلك. ونحن نتكلم عن حرية التعبير التي يسلم بها | كافة المجتمع ما دامت في إطار قناعاته الثابتة وحيث أن التعبير عن البغض لليهود والتعبير عن المرارة لما- يلحق بأهلنا في فلسطين أمر تطلبه كافة شرائح المجتمع. ونتفق عليه كامل الإتفاق بدون مواربة ولاشك فإذن المجادلة حولها أمر لا معنى له وهناك أكثر من طريقة فعالة للتعبير عن الرأي فيما يخص الفجيعة الفلسطينية ، فالتبرع المادي بالطبع من | أنجع الأدلة على هذا الموقف.. ولكن من يريد ايضا تعبيرا عاما.. فإني أقترح مثلا أن تعبر عن احتجاجنا وتضامننا المطلق مع إخواننا بطريقة معبرة جدا ولكن هادئة ولا تخل أبدا بطبيعة واستمرار الأعمال والمنافع اليومية وبدون صخب ولا مسيرات.
كان نخرج يوما جماعيا لأعمالنا ومصالحنا والجميع يعتمر الفترة الفلسطينية هل هناك أجمل وأهدا من تعبير جماعي مثل هذا؟