من سيضيع؟
سنة النشر : 22/04/2002
الصحيفة : اليوم
هل من باب التشاؤم القول إن الوضع في فلسطين دخل الدوامة التي تبدأ ثم لا تنتهي؟ أو أن تقف بعد ان تفقد القوة الدافعة فتتفلت وتتراخى وتتطوع فتقع من الاعياء والخمول... على أن هذا يصح لو ان الحرب القائمة في الساحة الفلسطينية كانت حربا بين جيشين متساويين في التاريخ العسكري نعلم ان الحروب العسكرية بين الجيوش النظامية لا تستمر وقتا طويلا، وان طالت فان نهاية محددة لها قادمة حتما اما بانتصار أحد المتحاربين او بتحقيق تسويات واتفاقات عبر المسلك الدبلوماسي... ولكن الحروب والمعارك الاهلية تستعر عقودا ، وهي التي يسمونها غير النظامية منذ داحس والغبراء التي استمرت مائة عام وحرب الوردتين المشهورة في الصراع على عرش انجلترا بين اسرتي لانكستر ( الوردة الحمراء) ويورك ( الوردة البيضاء الى كل شناعات التطهير الاثني في مناطق في كل القارات كما نعرف ان الحروب الدينية ثارات لا تنتهي بل تشتعل على مد الزمان كما هو حاصل في البلقان وفي ايرلندا وحتى في اندونيسيا... فما رأيك اذن في الذي يجري في فلسطين؟! انه كوكتيل من كل هذا البارود بل خليط من أكثره شراسة وخطرا... ولا اشك ايضا اطول ديمومة.
جيش نظامي على عزل ، حقد تاريخي احتلال حرب عصابات اعمال افتدائية حرب دينية ممزوجة بما لا يوصف من فظاعات الظلم والامتهان والقهر. على اصدقاء اسرائيل ان يصفعوها لتفيق فان الغضب العارم قد فاق... والغضب العارم لا يعترف بأي شيء مهما كان الا الموت والفداء... سمه اندفاعا أعمى.. سعه حماسا غير موجه.. ولكنه شيء انطلق من عقاله وقد لا يطفا حتى يمحو كل شيء أمامه. قد يدخل شارون التاريخ من بوابة أخرى غير بوابات السفاحين السفاكين الطغاة. قد يسجله التاريخ بصفة الرجل الذي ضيع إسرائيل!