ومازالت الغرابة جارية
سنة النشر : 01/04/2002
الصحيفة : اليوم
هذه قمة كما قلنا في مقالة يوم السبت الفائت فيها من الغرابة الكثير ، وهي غرابة ظهرت برداء اليوم الأول العاصف الذي كاد يعصف بكامل البرنامج العربي و خفنا أن تشهد بيروت فصلا من المشاهد المحيطة للتجمع العربي بعد تغيب قادة عرب مؤثرين... ولكن الالتفاف في الأحداث كان مدهشا.. فلقد تحول كثير من المشاهد لتكون وكأن بيروت شهدت أكثر فصول التجمع القيادي العربي واقعية وسرعة في تحسم المواقف هذه المواقف التي كنا قد تعودنا من القمم السابقة أن تجتر وتكرر وتحال إلى لجان مشهورة ومغمورة فلا الأمور تحسم ولا هي تقف عن التدهور | حتى كدنا نرى أن العمل العربي وقع في طوق من الرمال المتحركة كل محاولة للحركة به تزيده غرقا ، لقد خرجت هذه القمة بواقع جديد بعد أن تكلسنا في واقع كدنا نتشاءم بأنه قد لا ينكسر... ولن يخطىء المراقب مدى الدور الكبير الذي قام به باقتدار وواقعية سمو الأمير عبد الله بن عبد العزيز هذا القائد الذي لم يتوقف عن إدهاشنا وإدهاش العالم بقراراته القوية الجديدة لأول مرة تخرج مبادرة عربية كبيرة ومقننة ومؤطرة وببرنامج عملي، ثم يقوم عليه إجماع عربي وترمي القفاز بوجه التوحش الصهيوني ، وبجو من عدم التعصب من أصحاب البادرة. لقد كان دائما المنطق السعودي.
لقد فعلنا أكثر ما نراه صائبا... وليتفضل من له رأي أفضل. على شرط أن يقف حمام الدم الفلسطيني.. هذا الموقف اللاتعصبي جعل أي مزايدة مجرد نزق عصابي لأول مرة بعد اجتياح الكويت هذا الذي بدأ جرحا نازفا ثم صار التهابا مزمنا يبزغ موقف تصالحي واضح بين الكويت والعراق ، ويقوم الأمير عبد الله بما لم يفعله الجميع بإسباغ روحه التصالحية المتسامحة مع نائب الرئيس العراقي ، وكان موقفا أذهل الجميع. وهذه قدرات الأمير عبدالله ، ينجز بلحظة ما لم تنجزه السنوات لأول مرة قمة يترقبها العالم.. ولم تخيب العرب أمام العالم ، وأمام أنفسهم... ماذا يفعل الأمير عبد الله؟ كالعادة لا- يملك إلا أن يكون أكثر النجوم سطوعا