دروس في العلمانية

سنة النشر : 31/03/2002 الصحيفة : اليوم

 
لقد تخاطف علينا ناس يقولون في العلمانية ......... وعلينا رذاذ ورشاش من ناس تنقصهم المعرفة العلم ......... لأهم نقعوا العلمانية ولاهم انتفعوا بها. وبعضهم ......... بمعنى أن تكون علميا. وهم أن وجدوا هذا التفسير تبريرا ......... يسمونها إذن العلمية ؟!
 
العلمانية مذهب واضح ولا غبار على وضوحه- انما يعرف في مفهومه ذلك الذي يتسلم به ، ول يعرف حقيقة معناه أو انه كمن يبرر عملا ليس بالضرورة جميلا ولكن لدرء عمل أشد قتامة.... على أن العلمانية منذ عرفت وهي بالمعنى الساطع ، الخروج عن السلطة الدينية المستمدة من السماء إلى السلطة المدنية المبنية على الأرض. وللإنصاف فانا احترم الحركة العلمانية التي أريد بها الفكاك من الهيمنة الكنسية في أوروبا في العصور الوسيطة.
 
فقد كانت الكنيسة تتجنى على السماء لتجني على من في الأرض. وكان الفكاك منها تلمسا للحياة كما يجب أن تكون حرا من قيود تدمر الارادة وتسلخ الشخصية على أن كل دارس تاريخي للحركة الإنسانية لن يستطيع أن يجد ثناء أو تكورت الرؤية العلمانية المذهب الحادي ولقد صار هذا بالفعل في النموذج الأعمي الشيوعي الذي كان من أقسى تجارب الحضارة الإنسانية فشلاً. ولكن أن تكون علمانيا بدون ان تحتاج إليها هو هذا الشيء المثير. لذا يدور العلمانيون بيننا للبحث عن أي معنى يتعلقون به و بعضهم يقول إن الدين يفرض الرؤية الأحادية. على أن هذا ليس في الإسلام ، انما عند متييسي الرأي وهم لا يمثلون إلا أفكارهم.. جاء الإسلام بمبدأ عظيم وهو ان لا وصاية لأحد على أحد الكل أمام الله بأعمالهم وليس هناك طبقة مثل الكهنوتية ببساطة الدين الإسلامي هو بساتين غناء مفتوحة بلا أسوار لذا فإنه لا يحتاج حراسا للبوابات لذا يخرج المصلحون وهم فقط در سرا وعلموا وعملوا أكثر.. لم تمنحهم السماء منحا خارقة. واحيل المعلماتيون إلى بعثة دراسية لتركيا فلقد حرصت الحكومات التركية خلال ثمانية عقود على أن تفرض العلمانية وطبقتها باقوى القوانين وأكثرها تعسفا في أكبر. حرب ضد الدين بدولة اسلامية على الإطلاق.. إن لم يجدوا نجاحا واضحا للعلمانية هناك فاني ابدي اسفي فلا مكان اخر على الارض ناصر وطبق العلمانية كما جرى في تركيا.
 
أو أن يعيدوا النظر.