قمة الغرابة
سنة النشر : 30/03/2002
الصحيفة : اليوم
هذا الذي حصل في بيروت أمر غريب جدا ، وأمر القيادات العربية أمر أكثر غرابة وادري لماذا ........... الزعماء العرب على التلويح واجترار مبدأ العمل العربي المشترك ثم هم يتوارون أمام أى بارقة أمل نحو اجتماع عربي.. أوه ، نعم قلنا قمة غريبة لان القادة العرب عودونا على ان يبزغ من شيء أو لاشيء جبهة أو جبهات مضادة نحو أي طرح يقوم به احدهم. الغرابة انني تصورت ان طرح افكار المبادرة السعودية ستكون له ردة فعل أخرى.
نحن هنا لسنا للترويج عن المبادرة فهي تحمل بذاتها مسوغاتها واسبابها ، ولكن هناك شيئا مهما اود ان اتساءل عنه هنا.. وهو أن آلية الطرح السعودي اعتمدت هذه المرة على عدم التعصب لها ولم يروج لها ان تأخذ الصفة السعودية بالذات ، وقيل هذا بوضوح. وكان التنظير خلف ذلك انها مبادرة أولية للعرب جميعا ، ولم تصر الحكومة السعودية على أن تكون موقفا سعوديا نهائيا ، ولا نعلم انها حاولت تشكيل جبهة تأييد لها فيما نعرفه خارج الكواليس.. بل اعلن بوضوح أنها مبادرة تنتظر الموافقة العربية ، لذا هي تطرح للقمة للنقاش حولها ، ولا اظن ان ماروج انها قمة فقط لطلب التأييد صحيح. فالعجب إذن.. ألا يأتي بعض الزعماء حتى لمناقشة مبادرة مازالت في طور الرؤية اذن متى يجتمعون وعلى ماذا ؟ لن اجرؤ على التفكير ابدا على ان الزعماء (مثلنا) يصابون بالغيرة.. انا عن نفسي لو كنت زعيما- رغم استحالة حتى التصور!- لشعرت بالغيرة على قيام كل الميديا العالمية بسبب افكار طرحها زعيم عربي.
هذه المبديا لم تقعد حتى الآن. من لم يأت احراجا من ابداء رأي فمتى اذن شجاعة القول به ؟ من لم يأت لرفضها لماذا لم يأت ويوضح رأيه وبدلي بصوته ؟ من لم يكن من هذا ولا هذا هل لنا أن نعرف صراحة لماذا لم يأت إذن ؟!