هذا الذي أوقف الكلمات
سنة النشر : 29/01/2002
الصحيفة : اليوم
... لقد خيل إلي أنني رأيت كابوسا مزعجا فهدات روعي.. ولكن نظرت الى الجريدة الملقاة الى جانبي قبل ان يداهمني النوم وعاد لي الكابوس مثل قبضة ماثلة ضربت في سويداء القلب، لأن الخابوس كان من الواقع.. واقع من اللامعقول الذي يقطر بدم الحقد والتوحش.. يقطر سما شيطانيا أسود ، نعم لقد انخلعت النفس من أركانها. ثم بعد تفكير كادت تتبخر النقط الصغيرة الباقية التي في دماغي من فرط الخيبة التي اطبقت على بعد ، ومع حزن لا يوصف... ومصدر كل هذا الألم المتفجر هو الخبر الذي طارت به الأنباء عن دهس اطفال من ابنائنا في فلسطين بالدبابات.. نعم دهس بالدبابات والقصة في غايه الفظاعة وفي منتهى التوحش ويتعدى كل حدود الحقد الذي يمكن أن يتصورها..العقل.. فقد لاحق الجنود اليهود الأطفال بدباباتهم وأجروا على أجسادهم الصغيرة أطنان الحديد التي تسير على جنازير لقيلة مسننة ومسحوهم مع الطريق.. مسحهم الله من الوجود.
وفوق هول الخبر ، كنت أتوقع ثورة إعلامية على الأقل ، وحشدا للرأي العالمي ، وشرحا امام كل من لديه ولو ذرة من ضمير.. على انه كان نبا طارت به الأنباء مثل الأنباء التي تحمل خبر فوز فنانة او فنان بجائزة ولعل الخبر الأخير يشغل العالم كثيرا (لحظة إنني اقصد عالمنا العربي)
لا يمكن ان اعلق على خبر ساحق مثل هذا.. لا يمكن.